كتاب التاريخ للصف الأول الثانوي.. رحلة في حضارة مصر القديمة وجذور المجتمع
أصدرت وزارة التربية والتعليم النسخة المطورة من كتاب التاريخ للصف الأول الثانوي للعام الدراسي 2025/2026، في إطار خطة الدولة لتطوير المناهج وربط الطلاب بهويتهم الحضارية.
وجاء الكتاب ليحمل بين صفحاته رحلة شيقة في أعماق التاريخ والحضارة المصرية القديمة، من خلال تناول أسس قيام الحضارات وتحليل المجتمع المصري في ضوء القيم والأفكار التي شكلت وجدان أجدادنا.
يتناول الكتاب في بدايته مفهوم الحضارة والتاريخ، موضحًا الفروق بينهما، فالتاريخ هو تسجيل الأحداث ورصد التحولات التي شهدتها الشعوب، بينما الحضارة تمثل ثمرة هذا التاريخ بما تحمله من إنجازات مادية ومعنوية. ومن هنا يمهد الكتاب للطلاب لفهم العلاقة الوثيقة بين التاريخ كأحداث متعاقبة، والحضارة كنتاج لهذه الأحداث.
كما يسلط الكتاب الضوء على عوامل قيام الحضارات، مثل الموقع الجغرافي، والموارد الطبيعية، ونهر النيل الذي كان شريان الحياة في مصر القديمة، إلى جانب الاستقرار السياسي والتنظيم الإداري الذي ساعد المصري القديم على بناء حضارة من أعظم حضارات العالم.
ويخصص الكتاب مساحة واسعة لدراسة حضارة مصر القديمة، من حيث جوانب الحياة الاقتصادية والسياسية والدينية والثقافية. فيعرض كيف اعتمد المصري القديم على الزراعة بفضل مياه النيل، وأقام نظم ريّ متطورة، كما اهتم بالتجارة والصناعة التي ازدهرت في العصور المختلفة.
وعلى الصعيد السياسي، يبرز الكتاب نظام الحكم الفرعوني، ودور الملك كقائد ديني وزمني في الوقت ذاته.
أما الحياة الدينية، فيتناول الكتاب تعدد الآلهة ومكانة العقائد الجنائزية، بينما تكشف الحياة الثقافية عن ازدهار الكتابة والفنون والعمارة.
ومن الجوانب المميزة في الكتاب، تحليله لخصائص المجتمع المصري القديم في ضوء القيم والأفكار السائدة آنذاك، مثل روح الجماعة، والانضباط، والإيمان بالعدالة والحق، وهي قيم ساعدت المصريين على بناء حضارة استمرت آلاف السنين.
كما يولي الكتاب اهتمامًا خاصًا بدراسة الرسوم والنقوش كأحد المصادر الأساسية لفهم التاريخ المصري القديم. حيث تعتبر جدران المعابد والمقابر بمثابة وثائق حيّة توضح تفاصيل الحياة اليومية، والطقوس الدينية، والإنجازات العسكرية، ما يجعلها أداة مهمة لتفسير الأحداث التاريخية وفهمها بعمق.
وبذلك يقدم كتاب التاريخ للصف الأول الثانوي الجديد محتوى يجمع بين المعرفة والتحليل، ليغرس في الطلاب اعتزازهم بهويتهم المصرية، ويؤهلهم لفهم حاضرهم واستشراف مستقبلهم استنادًا إلى إرث حضاري عريق.
