عاجل

شوق علام: تجديد الخطاب الديني مسؤولية المفتي المؤهل لهذا الأمر (فيديو)

الدكتور شوقي علام
الدكتور شوقي علام

أكد الدكتور شوقي علام، مفتي الديار المصرية السابق، أن تجديد الخطاب الديني وإصلاحه لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال مفتي مؤهل علميًا وأخلاقيًا لتحمل هذه المسؤولية الجليلة، مشيرًا إلى أن المفتي يلعب دورًا محوريًا في بناء خطاب ديني قادر على مواجهة تحديات العصر.

جاء ذلك خلال حديثه في برنامج "الفتوى والحياة"، المذاع على قناة "الناس"، حيث تناول الدكتور شوقي علامات المفتي النموذجي وأهم الضوابط التي يجب أن يتحلى بها لتقديم خطاب ديني مؤثر ومتصل بواقع الناس.

العلم الشرعي

وأوضح مفتي الديار السابق أن أول ضوابط تجديد الخطاب الديني هو امتلاك المفتي للعلم الشرعي العميق، مستشهدًا بقوله تعالى: "قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني"، مؤكدًا أن العلم هو الحصن الذي يقي من الوقوع في الفتن أو التأويلات الخاطئة.

وأشار إلى أن المفتي يجب أن يكون ملمًا بمصادر الشريعة الإسلامية وأصولها، ليتمكن من إصدار الفتاوى الدقيقة التي تراعي النصوص الدينية وتستجيب لتحديات الواقع، وهو ما يعزز مصداقيته ويضمن قبول خطابه لدى الناس.

مفتاح تأثير المجتمع

وشدد الدكتور شوقي علام على ضرورة أن يكون المفتي قدوة حسنة في سلوكه وتصرفاته، لأن الناس ينظرون إليه باعتباره نموذجًا يُقتدى به. وأوضح أن حسن الخلق، والصدق في العمل، والتواضع، هي مفاتيح أساسية تجعل فتواه مؤثرة ومقبولة لدى المجتمع.

وأضاف أن المفتي لا ينبغي أن يتعامل مع المستفتين كقاضٍ يصدر الأحكام عليهم، بل عليه أن يكون ناصحًا أمينًا، يقدم النصيحة بحكمة ولطف، مع مراعاة مشاعر الناس وظروفهم. وأكد أن هذا الأسلوب هو ما يجعل الخطاب الديني قريبًا من قلوب الناس ويضمن تأثيره الإيجابي.

ركيزة تجديد الخطاب

وفيما يتعلق بتجديد الخطاب الديني، أكد الدكتور شوقي علام أن المفتي يجب أن يكون مدركًا للواقع الذي يعيشه الناس، فلا يصدر فتاوى بعيدة عن حياتهم اليومية واحتياجاتهم الحقيقية. وأشار إلى أن بعض المفتين قد يقعون في خطأ إصدار فتاوى مبنية على تصورات غير واقعية، مما يؤدي إلى انفصال الخطاب الديني عن المجتمع ويفقده تأثيره.

وشدد على أن الفتاوى يجب أن تتسم بالمرونة التي تراعي تغير الظروف الاجتماعية والاقتصادية، دون المساس بثوابت الشريعة الإسلامية.

مقاصد الشريعة

وأكد الدكتور شوقي علام أن أي محاولة لتجديد الخطاب الديني يجب أن تنطلق من فهم عميق لمقاصد الشريعة الإسلامية، موضحًا أن العلم بالمقاصد هو ما يجعل المفتي أكثر وعيًا بحِكم التشريع وغاياته.

وأشار إلى قول الإمام الشاطبي: "لا تحصل درجة الاجتهاد إلا لمن فهم مقاصد الشريعة على كمالها"، مؤكدًا أن المفتي الذي يدرك مقاصد الشريعة يصبح أكثر قدرة على تقديم فتاوى تحقق المصلحة العامة، وتحفظ حقوق الأفراد والمجتمع.

التجديد مسؤولية مستمرة

واختتم الدكتور شوقي علام حديثه بالتأكيد على أن تجديد الخطاب الديني ليس مهمة مؤقتة، بل هو مسؤولية مستمرة تستدعي مواكبة التطورات المجتمعية والعالمية، مع الحفاظ على ثوابت الدين ومقاصده.

 ودعا إلى ضرورة تكاتف الجهود لتحقيق هذا الهدف، من خلال إعداد جيل جديد من المفتين المؤهلين الذين يمتلكون أدوات الاجتهاد ويجمعون بين العلم الشرعي وفهم الواقع، ليكونوا قادرين على بناء خطاب ديني يواجه التحديات ويحقق التوازن بين الأصالة والمعاصرة.

تم نسخ الرابط