التدليل والإهمال الزائد.. أخطاء تربوية تدمر مستقبل الأبناء (فيديو)

حذر الدكتور أحمد هارون، مستشار العلاج النفسي والصحة النفسية، من الأخطاء التربوية الشائعة التي قد تؤثر بشكل سلبي على مستقبل الأبناء، مشيرًا إلى أن أساليب التربية الخاطئة، مثل التدليل الزائد والإهمال، يمكن أن تتسبب في خلق جيل ضعيف الشخصية وغير قادر على مواجهة تحديات الحياة.
جاء ذلك خلال حديثه في برنامج "علمتني النفوس" المذاع على قناة "صدى البلد"، حيث تناول الدكتور هارون أبرز الأخطاء التي يرتكبها بعض الآباء والأمهات وتأثيراتها بعيدة المدى على الصحة النفسية للأطفال.
التدليل الزائد
وأوضح الدكتور أحمد هارون أن التدليل الزائد للأطفال يعد من أكثر الأخطاء التربوية انتشارًا، وهو ما يؤدي إلى إضعاف شخصية الطفل وجعله غير قادر على تحمل المسؤولية في المستقبل.
وأكد أن الأطفال الذين يتعرضون لهذا النوع من التربية يصبحون أكثر عرضة للمعاناة من مشكلات في التعامل مع المواقف الحياتية اليومية، وقد يحتاجون لاحقًا إلى جلسات علاج نفسي لتعديل سلوكهم وتعليمهم كيفية اتخاذ قرارات مستقلة بعيدًا عن الاعتماد المفرط على الآخرين.
وأضاف أن التربية المتوازنة، التي تجمع بين الحزم والحب، هي السبيل الأمثل لتنشئة طفل قوي قادر على مواجهة تحديات الحياة، بعيدًا عن الإفراط في التدليل أو القسوة الزائدة.
الإهمال قنبلة موقوتة
إلى جانب التدليل الزائد، أشار الدكتور هارون إلى أن الإهمال يعد من أخطر الأخطاء التي يرتكبها بعض الآباء والأمهات، مؤكدًا أن تجاهل احتياجات الطفل العاطفية والنفسية قد يؤدي إلى ظهور مشكلات نفسية معقدة يصعب التعامل معها في وقت لاحق.
وأوضح أن الأطفال الذين يعانون من الإهمال يشعرون بالحرمان العاطفي، ما يجعلهم عرضة للانطواء أو السلوك العدواني أو البحث عن الاهتمام بطرق سلبية. ودعا الآباء إلى تخصيص وقت يومي للتواصل مع أطفالهم والاستماع إلى مشكلاتهم وتقديم الدعم اللازم لهم لتعزيز ثقتهم بأنفسهم.
المساواة المطلقة
وتطرق الدكتور هارون إلى خطأ تربوي آخر، وهو تطبيق المساواة المطلقة بين الأبناء، مشيرًا إلى أن هذا النهج قد يؤدي إلى نتائج عكسية في بعض الحالات.
وبيّن أن الدراسات الحديثة أظهرت أن بعض الأطفال قد لا يتمكنون من تحمل هذه المساواة إذا لم تكن عادلة، خاصة إذا كان أحدهم يتصرف بشكل إيجابي بينما يرتكب الآخر أفعالًا خاطئة.
وأكد أن التعامل مع الأبناء يجب أن يتم وفقًا لاحتياجاتهم وسلوكهم الفردي، وليس وفق مبدأ المساواة المطلقة الذي قد يشعر بعض الأطفال بأنه ظالم. وشدد على أهمية أن يدرك الآباء أن لكل طفل شخصية مختلفة وظروفًا خاصة تتطلب معاملة تربوية تراعي هذه الفروق.

التربية المتوازنة
واختتم الدكتور أحمد هارون حديثه بالتأكيد على أهمية اتباع نهج تربوي متوازن يجمع بين الحزم والاحتواء، ويهدف إلى تعزيز ثقة الأطفال بأنفسهم وتنمية مهاراتهم الاجتماعية والنفسية.
وأشار إلى أن التربية السليمة هي مسؤولية مشتركة بين الأبوين، وتتطلب وعيًا مستمرًا بأحدث الأساليب التربوية التي تضمن تنشئة أطفال يتمتعون بصحة نفسية جيدة وقادرين على مواجهة تحديات الحياة.
ودعا الدكتور هارون الآباء إلى مراجعة أساليبهم التربوية باستمرار والتعلم من الأخطاء، مشددًا على أن التربية ليست مجرد مسؤولية يومية، بل هي رحلة طويلة تتطلب الصبر والحكمة لتحقيق النجاح في بناء شخصية الطفل.