رحيل الفنان المغربي مصطفى باقبو عضو فرقة جيل جلالة ورفيق مسيرة الأغنية التراثي

أعلن الفنان حميد الشاعري عبر صفحته الرسمية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" خبر وفاة الفنان المغربي الكبير مصطفى باقبو، أحد أبرز أعضاء فرقة جيل جلالة الشهيرة، معبرًا عن حزنه العميق لفقدان واحد من رموز الموسيقى المغربية الأصيلة. وكتب الشاعري في وداعه: «لا حول ولا قوة إلا بالله، انتقل إلى رحمة الله الفنان المغربي الرائع مصطفى باقبو، عضو فرقة جيل جلالة، وداعًا مصطفى».
من هو مصطفى باقبو
يُعد مصطفى باقبو من الأسماء اللامعة في الساحة الغنائية المغربية، حيث بدأ مشواره الفني رفقة مجموعة نجوم الحمرا، قبل أن ينتقل إلى فرقة جيل جلالة التي تُعد واحدة من أعرق الفرق الغنائية المغربية منذ سبعينيات القرن الماضي.
وقد ساهم من خلالها في إثراء الساحة الفنية بعدد من الأعمال الخالدة التي تجاوزت حدود المغرب، لتصل إلى جمهور واسع في العالم العربي، لما حملته من أصالة وتمسك بالتراث المغربي، ممزوجة بروح التجديد والتطوير.
وعُرف الراحل بقدرته الفريدة على أداء الألوان الغنائية الشعبية المغربية، خاصة أن فرقة جيل جلالة ارتبط اسمها بالأغاني التراثية التي تعكس الهوية المغربية في أبهى صورها، مثل أغاني الأعراس والاحتفالات الوطنية، وهو ما جعل أعمالهم تتحول إلى أيقونات موسيقية يتوارثها جيل بعد جيل.
وُلد الفنان المغربي الراحل مصطفى باقبو بمدينة مراكش عام 1953، ونشأ في بيئة موسيقية خالصة كان لها بالغ الأثر في تشكيل شخصيته الفنية، حيث تتلمذ منذ صغره على يد والده المعلم العياشي باقو، أحد أبرز رواد فن الكناوة، ليتشرب منه أسرار هذا اللون الموسيقي العريق وأصوله الروحية والإيقاعية. ومع حلول سبعينيات القرن الماضي، التحق باقبو بفرقة جيل جيلالة التي أحدثت ثورة فنية في المغرب آنذاك، فكان واحدًا من أعمدتها البارزة الذين أسهموا في تقديم أعمال خالدة لا تزال محفورة في ذاكرة الجمهور.
وخلال مسيرته، لم يقتصر باقبو على الأداء التقليدي لفن الكناوة، بل تميز بقدرته على المزج بين هذا اللون الشعبي الأصيل وأنماط موسيقية متنوعة، ما جعله من أوائل الفنانين الذين نجحوا في خلق جسر تواصل بين التراث المغربي الأصيل والموسيقى الحديثة. كما شارك في العديد من الحفلات داخل المغرب وخارجه، ووقف على خشبات المسرح إلى جانب كبار الفنانين العرب والعالميين، ليصبح سفيرًا لفن الكناوة وموسيقى المغرب في مختلف المحافل.
رحيل مصطفى باقبو يُشكل خسارة كبيرة للمشهد الغنائي المغربي والعربي، إذ يفقد الوسط الفني فنانًا منح حياته للفن والإبداع، وأسهم في بناء جسر موسيقي يربط التراث بالحاضر.
