أزهري يكشف مفاجأة: ثواب نية «اعتكاف» في الإسلام يكفي ولو للحظات |فيديو

أكد الشيخ محمد كمال، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، أن الاعتكاف في المسجد لا يشترط له مدة معينة، إذ يكفي أن ينوي المسلم الاعتكاف حتى ولو للحظات قليلة لينال الأجر والثواب، استنادًا إلى الحديث الشريف:" إنما الأعمال بالنيات".
جاء ذلك خلال مشاركته في حلقة من برنامج "فتاوى الناس" المذاع على قناة "الناس"، حيث تناول الشيخ كمال الأحكام المتعلقة بالاعتكاف وأبرز الخلافات الفقهية حول الحد الأدنى لهذه العبادة.
مدة الاعتكاف
تحدث الشيخ محمد كمال عن اختلاف الفقهاء حول الحد الأدنى للاعتكاف. وأوضح أن جمهور العلماء، بمن فيهم الحنفية والشافعية والحنابلة، ذهبوا إلى عدم تحديد حد أدنى للاعتكاف، معتبرين أن أي وقت يقضيه المسلم في المسجد بنية الاعتكاف يكفي لتحقيق ثواب هذه العبادة.
في المقابل، رأى المالكية أن الحد الأدنى للاعتكاف هو يوم وليلة على الأقل، وذلك لارتباط الاعتكاف بالصيام، حيث استدلوا بآيات الصيام في سورة البقرة التي خُتمت بذكر الاعتكاف: "وَأَنْتُمْ عَاكِفُونَ فِي الْمَسَاجِدِ". واعتبروا أن هذه العبادة ينبغي أن تكون مقرونة بالصيام، مما يستدعي استمرارها ليوم كامل أو أكثر.
ثواب الاعتكاف
أوضح الشيخ محمد كمال أن من ينوي الاعتكاف ثم يضطر إلى الخروج من المسجد لأي سبب مشروع لا يحمل إثمًا، بل يحصل على أجر وثواب الفترة التي قضاها في المسجد قبل مغادرته، مؤكدًا أن الاعتكاف من السنن المستحبة التي يُثاب فاعلها ولا يُعاقب تاركها.
كما أشار إلى أن الاعتكاف فرصة عظيمة للتقرب إلى الله عز وجل، حيث ينعزل المسلم عن مشاغل الدنيا ويتفرغ لعبادة الله بالصلاة، وقراءة القرآن، والدعاء، مشددًا على أهمية الإخلاص في النية لتحقيق الأجر الكامل لهذه العبادة.
شروط الاعتكاف
وفيما يتعلق بشروط الاعتكاف، أوضح الشيخ محمد كمال أن هناك شروطًا ينبغي توفرها لضمان صحة الاعتكاف، منها: أن يكون في المسجد، وأن يكون بنية الاعتكاف، بالإضافة إلى ضرورة الالتزام بالعبادات والطاعات خلال فترة الاعتكاف.
وأشار إلى أن أفضل وقت للاعتكاف هو العشر الأواخر من شهر رمضان، اقتداءً بالنبي ﷺ الذي كان يداوم على الاعتكاف في هذه الأيام المباركة طلبًا لليلة القدر، مستشهدًا بحديث السيدة عائشة رضي الله عنها: "كان النبي ﷺ يعتكف العشر الأواخر من رمضان حتى توفاه الله".

الروحانية والسكينة
واختتم الشيخ محمد كمال حديثه بالتأكيد على أن الاعتكاف عبادة تمنح المسلم فرصة لاستعادة روحانيته وتجديد صلته بالله تعالى، خاصة في زمن تكثر فيه المشاغل والملهيات.
وأضاف أن المسلم الذي ينوي الاعتكاف حتى ولو لفترة قصيرة يجد بركة في وقته وسكينة في قلبه، داعيًا المسلمين إلى اغتنام هذه العبادة العظيمة، خاصة خلال شهر رمضان المبارك، الذي تتضاعف فيه الأجور وتكثر فيه النفحات الإيمانية.
وأشار إلى أن الاعتكاف لا يقتصر على الانقطاع التام عن الدنيا، بل يمكن أداؤه مع استمرار الأعمال الضرورية، بشرط أن تكون النية خالصة لله، مما يجعله عبادة مرنة يمكن أداؤها حسب ظروف الشخص.