من الشقيقة إلى الإبداع: حكاية الدكتورة علوية الزواوي مع الفن

من الشقيقة إلى الإبداع: حكاية الدكتورة علويه الزواوي مع الفن
في مارس 2013، وبينما كانت الدكتورة علويه الزواوي تعيش في لندن لتحضير الدكتوراه في الإدارة الاستراتيجية، واجهت منعطفاً غير متوقع غيّر مسار حياتها. أصيبت بنوع نادر من الشقيقة يصيب الجهة اليسرى من الجسد، وفي إحدى الهجمات فقدت الإحساس وسقطت من الدرج لتتعرض لارتطام قوي في الرأس.

عندها أخبرتها طبيبة الأعصاب في لندن بأن هذه الصدمة أيقظت الجزء الإبداعي في دماغها. ومنذ ذلك اليوم، استيقظت علويه على موهبة جديدة لم تكن تخطر ببالها: الرسم. تقول بابتسامة: “منذ 12 عاماً وأنا أمسك الفرشاة كل يوم وكأنني أتنفس بها.”


رغم أن تخصصها الأكاديمي بعيد كل البعد عن الفن، إلا أن شغفها قادها للمشاركة عام 2022 في معرض “إبداع” بدار الأوبرا المصرية، برعاية دولة رئيس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي. وبعدها بعام، أطلقت معرضها الخاص في 2023 تحت عنوان “قطعة من القمر”، حيث جسدت لوحاتها جمال النساء المختلفات—من يعشن مع أمراض جينية أو جلدية—لتثبت أن الاختلاف بحد ذاته مصدر بهاء، وأننا جميعاً قطع تكمل بعضها لتشكل لوحة كونية بديعة.

علاقتها مع الفنانة ياسمين صبري
ومن بين محطاتها المميزة، لقاءها العفوي بالفنانة الجميلة ياسمين صبري في الساحل الشمالي. بدأ حديثهما عن الروايات الصوفية، لينتقل سريعاً إلى الفن والرسم الصوفي. أعجبت ياسمين برسومات علويه، فأرادت الأخيرة أن تهديها لوحة خاصة.

اختارت أن ترسم “رقص أنثى صوفي”، بألوان البحر الساحلي التي تعكس الهدوء والراحة. وعلى اللوحة خطّت قول الحلاج: “أنا من أهوى ومن أهوى أنا.”
تقول علويه: “كانت لحظة صادقة أردت أن تبقى ذكرى للقاءنا الأول، وسعيدة جداً أنها لاقت إعجابها.”
قصتها ليست مجرد حكاية عن الرسم، بل عن كيف يمكن أن يولد الفن من قلب الألم، وكيف يمكن للاختلاف أن يضيء طرقاً لم نتخيلها يوماً.