عدلي القيعي: الأهلي مدرسة حياة.. وصالح سليم كان القدوة التي لا تُنسى|فيديو

لا يزال اسم النادي الأهلي المصري يلمع كأحد أعظم الكيانات الرياضية والاجتماعية في الوطن العربي وإفريقيا فمنذ تأسيسه، لم يكن مجرد نادٍ للكرة، بل تحول إلى مدرسة متكاملة لتعليم القيم والانضباط والالتزام، وهو ما أكده المهندس عدلي القيعي، رئيس شركة الكرة السابق في الأهلي، خلال ظهوره الإعلامي الأخير.
في حواره ببرنامج "واحد من الناس" عبر قناة الحياة، شدد القيعي على أن الأهلي ليس فقط مؤسسة رياضية، وإنما رمز وقيمة ورسالة، مشيراً إلى أن جميع من مرّوا على القلعة الحمراء تعلموا فيها دروساً تتجاوز المستطيل الأخضر وتمتد إلى الحياة اليومية.
صالح سليم.. الأسطورة التي صنعت جيلاً كاملاً
وتوقف القيعي طويلاً عند شخصية الراحل صالح سليم، أحد أبرز الرموز في تاريخ النادي، واصفاً إياه بأنه "المعلم والقدوة والصديق". وأوضح أن صالح سليم لم يكن مجرد رئيس نادٍ أو إداري ناجح، بل كان قائداً يلهم كل من حوله بقراراته الحاسمة وحكمته في إدارة المواقف الصعبة.
وأضاف: "افتقدت صالح سليم حتى اليوم، فما زلت أسترجع نصائحه في كل أزمة أو قرار أواجهه. علمني أن كل شخص مسؤول في مكانه، وأن النجاح في الأهلي مرهون بالالتزام والانضباط قبل أي شيء آخر".
خبرات عدلي القيعي مع قادة الأهلي
وكشف القيعي أنه تعامل مع جميع رؤساء الأهلي تقريباً، لكنه وجد في شخصية صالح سليم النموذج الأبرز في القيادة وأكد أنه عمل معه سواء كعضو مجلس إدارة أو كمدير داخل النادي، وتعلم منه فن الإدارة والقدرة على التعامل مع الضغوط الجماهيرية والإعلامية.
وأوضح أن العمل في الأهلي يختلف عن أي مكان آخر، لأنه مؤسسة جماهيرية تعيش في قلوب ملايين المصريين والعرب، وهو ما يجعل كل قرار محسوباً بدقة ويُبنى على مصلحة النادي قبل أي اعتبارات شخصية.
الأهلي مدرسة في صناعة الرجال
وأشار رئيس شركة الكرة السابق إلى أن ما يميز الأهلي عن غيره من الأندية هو قدرته على صناعة الرجال قبل اللاعبين. فالمنظومة الحمراء غرست في لاعبيها وإدارييها على مر السنين قيم الولاء والانتماء والتضحية.
وقال: "الأهلي مدرسة تعلم الجميع في شتى المجالات، ليس فقط كرة القدم. كل من يمر من بواباته يخرج شخصاً مختلفاً أكثر انضباطاً وقدرة على مواجهة الحياة".
التحديات التي مر بها الأهلي
واستعرض القيعي أيضاً جزءاً من التحديات التاريخية التي مر بها النادي الأهلي على مدار عقود، مؤكداً أن سر النجاح كان دائماً في وجود شخصيات قوية قادرة على اتخاذ القرار الصحيح في الوقت المناسب.
وضرب مثلاً بفترة رئاسة صالح سليم، التي شهدت الكثير من المواقف العصيبة سواء على الصعيد الرياضي أو الإداري، لكن الرجل استطاع أن يقود النادي بثبات ويؤسس لثقافة مؤسسية ما زالت ممتدة حتى اليوم.
سر ارتباط الجماهير بالأهلي
وتحدث القيعي عن العلاقة الخاصة بين جماهير الأهلي وناديها، قائلاً إن هذا الحب الجارف ليس وليد الصدفة، وإنما نتيجة طبيعية لسنوات من الانضباط والنجاحات والتمسك بالمبادئ. فالأهلي، بحسب تعبيره، لم يكن يوماً نادياً يسعى وراء الشهرة أو المكاسب المؤقتة، بل كياناً يسير وفق قيم واضحة جعلته محل احترام حتى من منافسيه.
دروس مستفادة من مسيرة صالح سليم
ووجه القيعي رسالة للأجيال الجديدة من اللاعبين والإداريين في الأهلي، مؤكداً أن عليهم أن يستلهموا روح صالح سليم، الذي ظل رمزاً للوفاء والانضباط. وأضاف أن النادي سيظل في حاجة إلى كوادر تحمل نفس الفكر والقيم، لضمان استمرار مسيرة النجاح.