تقارير بريطانية: بوتين يعود من الصين أكثر جرأة للتصعيد ضد أوكرانيا

ذكرت صحيفة التايمز البريطانية في تقرير لها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين عاد من زيارته الأخيرة إلى الصين وهو يحمل "ثقة متزايدة" وجرأة غير مسبوقة، انعكست مباشرة في تصعيد حاد للهجمات الروسية على أوكرانيا، هو الأعنف منذ اندلاع الحرب قبل أكثر من ثلاث سنوات ونصف.
وبحسب الصحيفة، فإن الجيش الروسي استهدف مؤخرًا مبنى حكوميًا مهمًا في العاصمة كييف، بعد وقت قصير من عودة بوتين من زيارته إلى بكين، ما اعتُبر مؤشرًا على دخول الحرب مرحلة جديدة، تقودها ثقة بوتين المتزايدة إثر قمته مع كل من الرئيس الصيني شي جين بينغ، والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون.
قمة الحلفاء الجدد
خلال الزيارة، شارك بوتين في عرض عسكري ضخم إلى جانب شي وكيم، في مشهد رمزي يجمع زعماء الدول الثلاث لأول مرة منذ الحرب الباردة، حيث ظهر بوتين جالسًا إلى يمين الرئيس الصيني، ما عد دلالة على عمق العلاقة بين الجانبين، والتي وصفها بوتين بأنها وصلت إلى "مستوى غير مسبوق".
كما أعلنت موسكو عن اتفاق مبدئي مع بكين لإنشاء خط أنابيب الغاز "قوة سيبيريا 2"، لنقل الغاز الروسي عبر منغوليا إلى الصين، وهو مشروع استراتيجي طالما سعت موسكو لتحقيقه لتعزيز صادرات الطاقة باتجاه آسيا، وتقليل الاعتماد على الأسواق الأوروبية.

دعم متبادل من الصين وكوريا الشمالية
في الوقت الذي لم ترسل فيه الصين قوات عسكرية إلى أوكرانيا، إلا أنها واصلت تقديم دعم دبلوماسي قوي لموسكو، متجاهلة العقوبات الغربية. في المقابل، أبدت كوريا الشمالية دعمًا عسكريًا متزايدًا لروسيا، بما في ذلك إرسال أسلحة وقوات.
وترى "التايمز" أن هذه التحالفات الجديدة منحت بوتين دفعة دبلوماسية كبيرة لم يشهدها الكرملين منذ بداية الحرب، ما عزز موقفه ورفع من وتيرة تحركاته الميدانية.
مرحلة أكثر خطورة
وبحسب التقرير، بات بوتين يتصرف بثقة مفرطة، ويرى أن العالم يتجه نحو نظام دولي متعدد الأقطاب، حيث تُقسم مناطق النفوذ بين القوى الكبرى، حيث توضح الصحيفة أن هذا يتماشى مع رؤية الكرملين طويلة الأمد لإعادة تشكيل النظام العالمي، مع تراجع واضح في رغبة بوتين بإنهاء الحرب أو تقديم تنازلات.
ورغم ذلك، جدد بوتين دعوته للرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي لزيارة موسكو من أجل إجراء محادثات، وهو عرض رفضته كييف على الفور.
كما حذر بوتين من أن أي وجود لقوات حفظ سلام غربية على الأراضي الأوكرانية سيُعتبر "هدفًا مشروعًا" للقوات الروسية، في تهديد مباشر لأي تحرك غربي من هذا النوع.
اعتراف أوكراني بالتفوق الروسي
وأكدت "التايمز" أن المرحلة المقبلة من الحرب ستكون "أكثر دموية وتعقيدًا"، مشيرة إلى اعتراف رسمي من كييف بوجود تفوق عسكري روسي واضح. فقد أقر قائد الجيش الأوكراني، أوليكساندر سيرسكي، بأن موسكو باتت تمتلك اليد العليا في عدة جبهات.
واختتمت الصحيفة تقريرها بالقول إن بوتين تلقى في الفترة الأخيرة "عدة جرعات من القوة الدبلوماسية"، ما يهيئ الأجواء لتصعيد محتمل قد يغير ملامح الحرب، وسط ارتباك في العواصم الغربية بشأن كيفية الرد على تطورات الموقف الجديد.