حقيقة "اللقاح الروسي للسرطان".. وزير التعليم العالي الأسبق يكشف التفاصيل|فيديو

أثار الحديث عن وجود لقاح روسي جديد يعالج مرض السرطان جدلًا واسعًا بين الأوساط الطبية والإعلامية في الآونة الأخيرة، بعدما تداولت تقارير عن نجاح تجارب أولية على هذا اللقاح.
وفي هذا السياق، كشف الدكتور حسين خالد، وزير التعليم العالي والبحث العلمي الأسبق، خلال لقائه مع الإعلامي سيد علي في برنامج "حضرة المواطن" المذاع عبر قناة الحدث اليوم، حقيقة هذه المعلومات، موضحًا أحدث التطورات في مجال أبحاث السرطان عالميًا، ومستقبل العلاج المناعي والدوائي.
تصريحات الدكتور حسين خالد: بين العلم والآمال
أكد الدكتور حسين خالد أن ما يتم تداوله حول "لقاح روسي لعلاج السرطان" يحتاج إلى قراءة متأنية، موضحًا أن هناك فارقًا كبيرًا بين اللقاح كأداة للوقاية، وبين العلاج الموجه لمكافحة الخلايا السرطانية.
وأوضح أن العالم يشهد بالفعل تطورًا ملحوظًا في مجال العلاج المناعي والبيولوجي، حيث تسعى دول كبرى، من بينها روسيا والولايات المتحدة وألمانيا، إلى تطوير عقاقير تستهدف الخلايا السرطانية بدقة دون التأثير على الأنسجة السليمة.
الفرق بين اللقاح الوقائي والعلاج الدوائي
أوضح الوزير الأسبق أن اللقاحات عادةً تُستخدم لمنع الإصابة بالأمراض قبل حدوثها، مثل لقاحات شلل الأطفال أو الإنفلونزا. أما في حالة السرطان، فالمسألة أكثر تعقيدًا؛ إذ أن المرض لا ينتج عن فيروس أو بكتيريا فقط، بل يرتبط بعوامل جينية وبيئية ونمط حياة. لذلك، فإن ما يُسمى بـ "لقاح السرطان" قد يكون أقرب إلى علاج مناعي أو لقاح علاجي يوجه الجهاز المناعي لمهاجمة الخلايا السرطانية بعد ظهورها.
تطور العلاج المناعي ثورة في مواجهة السرطان
ولفت الدكتور حسين خالد إلى أن العلاج المناعي أصبح من أكثر الأساليب الواعدة في مجال علاج السرطان، حيث يعتمد على تحفيز الجهاز المناعي للجسم للتعرف على الخلايا السرطانية ومهاجمتها.
وأشار إلى أن عدة أدوية معتمدة عالميًا أثبتت نجاحًا في علاج سرطانات مثل الرئة، الجلد، الكبد والدم، موضحًا أن هذه الأدوية ساهمت في إطالة أعمار المرضى بشكل ملحوظ وتحسين نوعية حياتهم.
الدور الروسي في الأبحاث الحديثة
وحول ما أثير بشأن "اللقاح الروسي"، أكد الوزير الأسبق أن روسيا بالفعل لديها مراكز بحثية متقدمة تعمل على تطوير أدوية مناعية ولقاحات علاجية للسرطان. إلا أن الإعلان عن "لقاح شافٍ" للمرض يحتاج إلى تجارب سريرية طويلة المدى تمر بمراحل دقيقة للتأكد من الفاعلية والأمان قبل اعتماده دوليًا. وأضاف أن ما يُنشر إعلاميًا قد يحمل جزءًا من الحقيقة، لكنه يحتاج إلى تدقيق علمي قبل التعميم.
أهمية الوعي المجتمعي والوقاية
شدد الدكتور حسين خالد على أن الوقاية تظل الركيزة الأساسية في مواجهة السرطان، مؤكدًا أن تغيير نمط الحياة، مثل الابتعاد عن التدخين، ممارسة الرياضة، التغذية السليمة، والفحوص الدورية، هي وسائل فعّالة تقلل من نسب الإصابة. وأشار إلى أن الأبحاث مهما تقدمت فإن السيطرة على المرض تبدأ من وعي المواطن.
مصر وأبحاث السرطان إنجازات وتحديات
واستعرض الوزير الأسبق جهود مصر في مجال علاج وأبحاث السرطان، مشيرًا إلى أن الجامعات والمراكز البحثية المصرية تشارك بفاعلية في التجارب الدولية، وأن هناك تقدمًا ملحوظًا في إدخال الأدوية الحديثة إلى بروتوكولات العلاج.
وأكد أن الدولة تولي اهتمامًا كبيرًا بتوفير العلاج المجاني للمرضى عبر المبادرات الصحية مثل "100 مليون صحة"، إضافة إلى التوسع في مراكز الأورام الحديثة.
الإعلام ودوره في التوعية الطبية
أشاد الدكتور حسين خالد بالدور الذي يقوم به الإعلام في تسليط الضوء على القضايا الصحية الهامة، لكنه في الوقت نفسه دعا إلى تحري الدقة عند نشر الأخبار الطبية، حتى لا يقع المواطن فريسة للشائعات أو الأمل الزائف وأكد أن المسؤولية مشتركة بين العلماء والإعلام لنقل المعلومة الصحيحة المبنية على الأدلة.
في ختام حديثه، شدد الوزير الأسبق على أن علاج السرطان يمر بمرحلة تحول كبيرة بفضل الأبحاث العالمية في مجال العلاج المناعي والبيولوجي، وأن ما يُثار حول اللقاح الروسي خطوة في إطار هذه الجهود، لكنه ما زال يحتاج إلى المزيد من الدراسات والتجارب.
وأضاف أن الأمل كبير في أن يشهد العالم خلال السنوات المقبلة طفرة حقيقية تقربنا من السيطرة على هذا المرض الذي طالما شكل تحديًا للبشرية.