عاجل

وزير البترول الأسبق: مشروعات الكهرباء خففت الضغط عن الغاز ورفعت الكفاءة|فيديو

وزير البترول الأسبق
وزير البترول الأسبق

في ظل التغيرات العالمية المتسارعة بأسواق الطاقة وما تشهده المنطقة من تحديات اقتصادية وجيوسياسية، برزت مصر كنموذج إقليمي في إدارة ملف الطاقة بكفاءة واستراتيجية متكاملة. 

أكّد المهندس أسامة كمال، وزير البترول الأسبق، خلال مداخلة هاتفية لبرنامج “حضرة المواطن”، عبر فضائية “الحدث اليوم”، أن الدولة المصرية عملت خلال السنوات الأخيرة على بناء قدرات بديلة ومتنوعة تتيح لها تحقيق أمن الطاقة، بما يضمن الاستقرار الاقتصادي ودعم مسيرة التنمية.

جهود وزارة الكهرباء في رفع كفاءة الطاقة

أوضح وزير البترول الأسبق أن وزارة الكهرباء بذلت جهودًا ضخمة خلال السنوات الماضية لتطوير البنية التحتية ورفع كفاءة الطاقة الكهربائية، من خلال تنفيذ خطط للتوسع في إنتاج الكهرباء، إضافة إلى مشروعات الطاقة الجديدة والمتجددة التي ساهمت في تخفيف الضغط الكبير على قطاع الغاز.

وأضاف أن هذه الجهود لم تكن مجرد خطط قصيرة المدى، بل جزء من استراتيجية طويلة الأجل تهدف إلى تقليل الاعتماد على مصدر واحد للطاقة، وتحقيق التوازن بين الموارد التقليدية والحديثة.

بدائل الغاز الطبيعي… أرقام تعكس قوة المنظومة

وكشف المهندس أسامة كمال عن تفاصيل المنظومة البديلة التي طورتها مصر خلال الفترة الأخيرة، حيث تمتلك الدولة قدرات تمكنها من إنتاج واستهلاك نحو 7 مليارات قدم مكعبة من الغاز يوميًا، موزعة بين:

3 مليارات قدم مكعبة عبر وحدات التغويز المستوردة.

4 مليارات قدم مكعبة من الإنتاج المحلي.

مرونة استراتيجية في مواجهة المتغيرات العالمية

وأكّد وزير البترول الأسبق أن مصر باتت تمتلك مرونة استراتيجية عالية، تمكنها من التعامل مع أي متغيرات جيوسياسية أو اقتصادية تؤثر في أسواق الغاز العالمية. وأوضح أن القاهرة لا تعتمد على مسار واحد في توفير احتياجاتها من الطاقة، بل تعمل باستمرار على تنويع مصادر الإمداد، بما يضمن لها القدرة على الاستقرار والتخطيط بعيد المدى.

وأشار إلى أن هذه السياسة تعني أن مصر لم تعد رهينة الضغوط الإقليمية أو القرارات الأحادية من الشركاء الدوليين، وهو ما يمنحها قوة إضافية في سوق الطاقة العالمي.

الطاقات المتجددة استثمار في المستقبل

ووصعت مصر خطة شاملة للاستثمار في الطاقات الجديدة والمتجددة مثل الطاقة الشمسية وطاقة الرياح، ما ساهم في تعزيز مزيج الطاقة الوطني. هذه المشاريع لم تسهم فقط في تقليل الاعتماد على الغاز، بل فتحت مجالات جديدة للاستثمار وجذبت شركات عالمية للمشاركة في السوق المصري.

وأكد أن التوسع في الطاقات المتجددة يمثل حجر أساس في بناء مستقبل أكثر استدامة، ويعكس التزام الدولة بالمعايير البيئية والاتجاهات العالمية نحو خفض الانبعاثات الكربونية.

أهمية الأمن الطاقوي لمصر

وشدد علي أن الأمن الطاقوي لا يعد رفاهية بل هو ركيزة أساسية للاستقرار السياسي والاقتصادي فوجود بدائل متعددة لإمدادات الطاقة يضمن استمرار عجلة التنمية دون توقف، كما يحافظ على ثقة المستثمرين ويعزز من تنافسية مصر في الأسواق الإقليمية والدولية.

وأضاف أن مصر اليوم تسير في مسار مغاير لما كانت عليه قبل عقد من الزمان، إذ انتقلت من دولة تواجه تحديات في توفير احتياجاتها من الطاقة إلى مركز إقليمي يمتلك مقومات التصدير والمنافسة.

تكامل الجهود بين الكهرباء والبترول

ولفت الي أن النجاحات التي تحققت لم تكن ثمرة قطاع واحد فقط، بل نتيجة تكامل واضح بين وزارتي الكهرباء والبترول حيث عمل الجانبان معًا على وضع استراتيجيات وخطط طويلة المدى تحقق التوازن بين الإنتاج المحلي والاعتماد على البدائل، مع السعي المستمر للاستثمار في البنية التحتية.

وأكد وزير البترول الأسبق أن هذه الشراكة الاستراتيجية هي التي مكنت مصر من مواجهة الأزمات العالمية في مجال الطاقة، خصوصًا في ظل التوترات الجيوسياسية الأخيرة وارتفاع أسعار الغاز عالميًا.

موقع مصر في خريطة الطاقة العالمية

وعززت مصر من مكانتها على خريطة الطاقة العالمية، سواء كمركز إقليمي للغاز المسال أو كمحور مهم في مشروعات الربط الكهربائي مع الدول المجاورة. وأوضح كمال أن القاهرة باتت اليوم تملك أوراق قوة تجعلها لاعبًا محوريًا في معادلة الطاقة بالمنطقة.

رؤية مستقبلية للاستقرار والتنمية

واختتم وزير البترول الأسبق تصريحاته بالتأكيد على أن مصر تسير بخطوات واثقة نحو تحقيق أمن الطاقة المستدام، من خلال رؤية بعيدة المدى تضع في الاعتبار كل المتغيرات العالمية. هذه الرؤية لا تقتصر على توفير الاحتياجات الداخلية فقط، بل تسعى أيضًا لتعزيز موقع مصر كمركز إقليمي ودولي للطاقة.

تم نسخ الرابط