لجنة وزارة الزراعة تفحص ظهور بحيرة غامضة في صحراء قرية البهنسا بالمنيا

أثار ظهور بحيرة مفاجئة في صحراء قرية البهنسا التابعة لمركز بني مزار شمال محافظة المنيا، حالة من الجدل والقلق بين الأهالي والمسؤولين على حد سواء، وفي ظل تزايد المخاوف من تأثيرها على الأراضي الزراعية والمشروعات القومية، دفعت وزارة الزراعة بلجنة متخصصة للوقوف على حقيقة مصدر المياه ودراسة الوضع ميدانيًا، بهدف إيجاد حلول عاجلة قبل أن يتحول الأمر إلى تهديد بيئي وإنشائي خطير.
لجنة فنية للتحقيق في الظاهرة
وأوضح مصدر مسؤول بمديرية الزراعة بالمنيا، أن وزارة الزراعة أوفدت لجنة علمية برئاسة الدكتور صلاح الكرماني، مدير أبحاث المياه بالقاهرة، والدكتور سيد عناني من معهد بحوث الصرف، لمعاينة البحيرة ومتابعة تداعياتها، وتهدف اللجنة إلى تحديد مصدر المياه ودرجة خطورتها، ووضع توصيات عاجلة للسيطرة على الموقف.
نتائج المعاينة الميدانية
قال المهندس محمد أمين، وكيل وزارة الزراعة بالمنيا، إن اللجنة تفقدت موقع البحيرة التي تقع في قلب الصحراء الغربية على بعد نحو 9 كيلومترات من قرية البهنسا، وأكد التقرير المبدئي أن المياه ناتجة عن صرف زراعي، مشيرًا إلى أن نسبة الملوحة بها مرتفعة وتصل إلى 8300 درجة.
مساحة البحيرة وعينات التحليل
وأضاف أمين أن اللجنة قامت بأخذ عينات من المياه والتربة لإجراء تحاليل دقيقة في مركز البحوث الزراعية بالقاهرة، فضلًا عن تنفيذ مسح كامل للمنطقة، وأظهرت المعاينة أن المساحة الإجمالية الحالية للبحيرة تبلغ نحو 37.5 فدان، وهو ما يثير القلق بشأن احتمالية تمددها في المستقبل إذا لم يتم التدخل السريع.
مخاطر تهدد البنية التحتية
وفي السياق ذاته، حذر حسن الجلاد، عضو المجلس المحلي السابق وأحد أبناء مركز بني مزار، من خطورة الوضع، مشيرًا إلى أن البحيرة تبعد حوالي 50 مترًا فقط عن شريط السكة الحديد الغربي، وأكد أن استمرار تسرب المياه دون حل جذري قد يشكل تهديدًا مباشرًا لمشروع السكة الحديد والبنية التحتية المحيطة.
دعوات إلى التحرك العاجل
طالب أهالي المنطقة واللجنة الشعبية التي رافقت الوفد بضرورة وضع خطة عاجلة لاحتواء البحيرة والسيطرة على تمددها، مع التأكيد على أهمية التعاون بين وزارات الزراعة والري والنقل لإيجاد حل يضمن حماية السكان والمشروعات القومية من أي أضرار مستقبلية.