مكتبة مصر العامة بدمياط وجمعية الفلك يطلقان فعاليات لرصد الخسوف الكلى

تحت رعاية الدكتور أيمن الشهابى محافظ دمياط والمهندسة شيماء الصديق نائب محافظ دمياط ، نظمت مكتبة مصر العامة بدمياط، برئاسة الأستاذ أكرم فياض بالتعاون مع جمعية الفلك فاعلية أمس لرصد الخسوف الكلى للقمر وسط حضور كبير من المهتمين بالعلوم والفلك .
حيث تضمنت الفاعلية بتقديم ورشة حكى عن ظاهرة الخسوف وشرح مبسط لتكونه وأنواعه وأسباب حدوثه ، وكذا مسابقات فلكية تفاعلية شارك فيها الرواد من جميع الأعمار وسط أجواء من الحماس والتسويق.
وخلال لحظة الخسوف ، توجه الجميع إلى منطقة الرصد بالمسرح الرومانى بالمكتبة ، حيث تم استخدام تلكسوبات فلكية متخصصة لمتابعة الظاهرة لحظة بلحظة مع شرح مباشر من فريق الجمعية ، وفى ختام الليلة تم توزيع جوائز وهدايا رمزية على المشاركين المتميزين.
قديما رفع البشر رؤوسهم إلى السماء ليلا بشكل دوري، حيث كانت توازي أهمية الكهرباء لنا في العالم المعاصر مثلا؛ فاستخدموا نجومها لتحديد خط سير رحلاتهم، ولتنظيم مواسم الحصاد، وتوقع الطقس.
وكان ظهور نجم خافت في الأفق قبيل شروق الشمس، يُدعى "البُطين"، يعني اقتراب الطقس الحار، أما ظهور نجم "الشعرى اليمانية" في الأفق فكان يعني اقتراب مواسم البرودة. وحسب تقاويم أسست نفسها على حركة النجوم والقمر والشمس في سماء الليل، أقام البشر حياتهم اليومية في جدول متزامن.
لهذا السبب تدخلت الأجرام السماوية بكل شيء في حياتهم، تفاءلوا وتشاءموا بوجودها، بل وكانت قراراتهم بالسفر مثلا، أو بالزواج، أو بالعمل في مهنة ما، مرتبطة بموضع النجوم والقمر في أيام اتخاذ تلك القرارات.
كذلك ربطوها بأساطيرهم، ورسموا بين نجومها حكايات العدل، والغضب، والخيانة، والوفاء، ورد الجميل، وتأملوها وهم يحلمون بحياة سعيدة ومستقبل مسكون بالفرحة.
لكنهم كذلك وضعوا فيها مخاوفهم من المجهول، فكانت كل الظواهر الطارئة والنادرة هي نذير حدث عظيم، كموت ملك، أو قدوم الحرب، أو انتقام من أهل السماء، إحدى هذه الظواهر هي خسوف القمر، بلونه الأحمر الدموي المرعب، والذي طالما كان ممثلا رسميا عن الشر!
فمثلا، تخيل الهنود الحمر، في إمبراطورية الإنكا، أن أرواح الموتى قد تحولت إلى نمر سماوي ضخم غاضب يهاجم القمر أثناء الخسوف الكلّي ليأخذ قضمة منه، بالتالي يتسبب ذلك في إصابة القمر فتخرج الدماء لتصبغه باللون الأحمر، وكانت مخاوفهم أنه حينما ينتهي هذا النمر من أكل القمر فسوف يلتفت للأرض.
لذلك كان الناس، حينما تحدث ظاهرة الخسوف، يلقون بالرماح ناحية القمر، ويصدرون الكثير من الضوضاء بأي طريقة ممكنة، حتّى إنهم كانوا يضربون كلابهم لتعوي بصوت مرتفع، عسى أن تتمكن تلك الضجة من إخافة هذا النمر وطرده، وهو ما كان يحدث بالفعل، لأن لكل خسوف نهاية بالطبع.