عاجل

فى ذكراه| الفيلسوف زكي نجيب محمود إرث فكري خالد من قلب دمياط إلى العالم

ذكى نجيب محمود
ذكى نجيب محمود

تحل اليوم ذكرى وفاة الدكتور زكي نجيب محمود، الفيلسوف والمفكر الكبير؛ وأحد أبرز أعلام الفكر في مصر والعالم العربي، الذي رحل عن عالمنا في الثامن من سبتمبر عام ١٩٩٣، تاركًا وراءه إرثًا فكريًا وأدبيًا خالداً. 

من هو  زكي نجيب محمود؟ 

ولد زكي نجيب محمود في الأول من أكتوبر عام ١٩٠٥ بمدينة دمياط، ونشأ في بيئة شعبية بسيطة قبل أن يشق طريقه نحو التفوق العلمي، فالتحق بكلية الآداب بجامعة القاهرة وتخرج فيها عام ١٩٣٠، ثم سافر إلى إنجلترا حيث حصل على الدكتوراه في الفلسفة من جامعة لندن عام ١٩٤٧، ليعود بعدها إلى مصر ويبدأ مسيرة عطاء طويلة في التدريس والكتابة والفكر.

عرف نجيب محمود بأنه فيلسوف العقلانية، فقد كان من أبرز الداعين إلى استخدام المنهج العلمي في التفكير والتعامل مع قضايا المجتمع، وسعى من خلال مؤلفاته إلى إيجاد صيغة متوازنة بين التراث العربي الإسلامي والحداثة الغربية، مؤكدًا أن النهضة لا تتحقق إلا بالجمع بين الأصالة والمعاصرة. 

وقد أثرى المكتبة العربية بما يزيد على خمسة وثلاثين كتابًا في الفلسفة والفكر والأدب، من بينها تجديد الفكر العربي، خرافة الميتافيزيقا، المعقول واللامعقول في تراثنا الفكري، قصة عقل، والشرق الفنان، إلى جانب مقالاته في الصحف والمجلات التي شكلت وعي أجيال كاملة من المثقفين.

امتاز أسلوبه بالجمع بين العمق الفلسفي واللغة الأدبية الرشيقة، فكان قريبًا من القارئ العادي بقدر ما كان مؤثرًا في الدوائر الأكاديمية. لذلك ظل حاضرًا في الحياة الثقافية ككاتب ومفكر وأستاذ، وكمثقف إنساني يربط العقل بالواقع ولا يفصل الفكر عن الحياة. 

وقد حصل خلال مسيرته على جوائز وتكريمات عدة من أبرزها جائزة الدولة التقديرية في الآداب عام ١٩٧٨، وجائزة مبارك في العلوم الاجتماعية عام ١٩٩١، كما انتخب عضوًا في مجمع اللغة العربية.

وبعد مرور أكثر من ثلاثة عقود على رحيله، ما زالت أفكاره حاضرة في الجامعات والندوات، وكتبه تدرّس وتناقش، ومشروعه الفكري يثير الحوار والنقاش بين الباحثين والمثقفين.

وفي دمياط، مسقط رأسه، يتذكره الأهالي بفخر واعتزاز باعتباره ابن المدينة الذي رفع اسمها عاليًا في العالم العربي، ويرون في ذكراه رمزًا لقيمة العلم والإصرار على النجاح رغم كل الصعاب.

رحل زكي نجيب محمود بجسده، لكن إرثه الفكري باقٍ، يشهد على مسيرة عقل آمن بدور الفكر في بناء الإنسان والمجتمع، ويؤكد أن الفكر المستنير لا يموت، بل يعيش عبر الأجيال.

تم نسخ الرابط