عاجل

جدل في بريطانيا..مدرسة تجبر الطلاب على الوقوف تحت المطر وتمنع دخول الحمامات

المدرسة
المدرسة

أثار تطبيق مجموعة من القواعد الصارمة في مدرسة كاوز إنتربرايز بجزيرة وايت في بريطانيا موجة غضب بين أولياء الأمور، بعدما عاد الأطفال إلى منازلهم وهم يبكون بسبب ما وصفوه بنظام يشبه السجن.
واشتكى الأهالي من إغلاق المراحيض خلال أوقات الدروس ومنع المشروبات المنكهة وتقليص قائمة الطعام فضلا عن إجبار الطلاب على الوقوف في الخارج تحت المطر بأوامر من “رقيب التدريب”.

إغلاق المراحيض وزحام خانق

وبحسب شكاوى أولياء الأمور تم إغلاق المراحيض بين فترات الاستراحة والغداء، حيث يسحب مصراع حديدي يمنع الطلاب من الدخول حسب تقرير نشره موقع دايلي ميل.
ولم يسمح باستخدامها إلا عبر تصاريح خاصة للطلاب ذوي الحالات الطبية، مع ضرورة مرافقة أحد أعضاء هيئة التدريس.
هذا القرار تسبب في ازدحام شديد عند المراحيض أثناء الاستراحة، مما دفع بعض الطلاب لتجنب شرب المياه طوال اليوم لتفادي الموقف المحرج.

10 دقائق فقط لتناول الطعام

الصدمة الأكبر للأهالي تمثلت في النظام الجديد للغداء ويحصل كل صف دراسي على عشر دقائق فقط لطلب الطعام وتناوله، ضمن فترة استراحة لا تتجاوز 35 دقيقة.
وأفاد بعض الطلاب أنهم اضطروا إلى رمي وجباتهم بعد لحظات من استلامها بسبب ضيق الوقت.
كما اشتكى أولياء الأمور من تقليص قائمة الطعام بشكل كبير، حيث اقتصرت الوجبة الرئيسية على “لفافة نقانق”، مع توفير ماء الصنبور فقط كمشروب.

وقوف تحت المطر و”انضباط عسكري”

وروى عدد من التلاميذ أنهم أجبروا على الوقوف في صفوف على خط أصفر خارج المبنى، ولم يسمح لهم بالدخول إلا بعد الامتثال الكامل لتعليمات “رقيب التدريب”.
وقال بعض الأهالي إن أبناءهم ظلوا واقفين تحت المطر الغزير لمدة تصل إلى 15 دقيقة، ما اعتبروه “عقاب بدني غير مقبول”.

معاناة مضاعفة لذوي الاحتياجات الخاصة

وأكدت أسر الطلاب الذين يعانون من التوحد أو اضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه أن الإجراءات الجديدة زادت من معاناتهم.
وإحدى الأمهات قالت إن ابنتها المصابة بمشاكل في الأمعاء كانت تمتلك تصريح طبي سابق لاستخدام المرحاض بسهولة، لكن الآن عليها انتظار مرافقة موظف، وهو ما قد يسبب لها إحراج ومعاناة مضاعفة.
وأضافت أم أخرى: “تخيلوا فتاة تضطر إلى شرح سبب حاجتها الملحة لاستخدام الحمام بسبب الدورة الشهرية إنه أمر مهين”.

تشغيل الموسيقى كأداة للانضباط

ومن بين الإجراءات المثيرة للجدل، تشغيل الموسيقى في الممرات لإجبار الطلاب على الإسراع نحو الفصول. فإذا لم يصلوا قبل انتهاء الأغنية، يواجهون عقوبة الاحتجاز.
ووصف الأهالي هذه الطريقة بأنها “آلية عقابية” تزيد من الضغط النفسي على الأطفال بدلا من تحفيزهم.

رد المدرسة “نهدف إلى بيئة أكثر هدوء وأمان”

من جانبها، أكدت إدارة المدرسة في بيان لصحيفة “ديلي ميل” أنها “فخورة بكونها مدرسة شاملة عالية الأداء”، مشيرة إلى أن السياسات الجديدة تهدف إلى خلق بيئة أكثر هدوء وأمان تدعم رفاهية الطلاب وإنجازهم الأكاديمي.
وأضافت أن هذه الإجراءات جاءت استجابة لملاحظات من الطلاب والأهالي والمعلمين، مؤكدة أنها تستمع للتعليقات وأنها ستجري “تحسينات معقولة عند الحاجة”.

جدل مستمر بين أولياء الأمور والإدارة

رغم توضيحات المدرسة، يرى أولياء الأمور أن النظام الجديد يعاقب الأغلبية بسبب أخطاء أقلية من الطلاب الذين أساؤوا استخدام المراحيض أو أساءوا السلوك.
واعتبر بعضهم أن المدرسة تحولت إلى “معسكر تدريب عسكري” أو “ألكاتراز”  السجن الشهير بدلا من بيئة تعليمية صحية.
وأكد العديد من الأهالي أنهم لن يرسلوا أبناءهم إلى المدرسة حتى يتم مراجعة هذه السياسات.

تم نسخ الرابط