عاجل

بكاء مذيعة إكسترا نيوز تأثرًا بقصة الأسير الفلسطيني أسامة الأشقر |فيديو

منه فاروق
منه فاروق

في لحظة مؤثرة ونادرة من البث التلفزيوني، دخلت الإعلامية منة فاروق، مذيعة قناة "إكسترا نيوز"، في نوبة بكاء على الهواء مباشرة خلال استضافتها تقطر ألمًا، قالت منة فاروق:
"أتمنى فقط أن تصل كلمات الأستاذ أسامة الأشقر الآن عبر جميع وسائل الإعلام الغربية، وتكون صرخة حقيقية للعالم عمّا يحدث داخل السجون الإسرائيلية".

 

وهذا التصريح الذي أطلقته فاروق لم يكن مجرد أمنية، بل كان تذكيرًا صارخًا بأن ما يحدث في السجون الإسرائيلية ليس مجرد احتجاز، بل سلسلة من الانتهاكات المستمرة لحقوق الإنسان، ومعاناة صامتة لا تصل إلى وسائل الإعلام العالمية، التي تركز -في أفضل الأحوال- على الجانب العسكري للصراع، متجاهلة الجانب الإنساني المتعلق بالأسرى.

مجازر خلف القضبان.. الوجه الآخر للاحتلال

واصلت منة حديثها قائلة:
"كما قال الأستاذ أسامة، العالم كله منشغل طبعًا بالمجازر التي تُرتكب ضد أهلنا في غزة، لكن هناك أيضًا مجازر حقيقية أخرى تجري داخل السجون الإسرائيلية."

ففي الوقت الذي تسلط فيه الأضواء على الجرائم الحربية ضد المدنيين في غزة، يتم تجاهل الآلاف من الأسرى الذين يعيشون في ظروف صحية ونفسية قاهرة، تتعمد فيها سلطات الاحتلال ممارسة أشكال متعددة من التعذيب الجسدي والنفسي، في ظل غياب تام لأي رقابة دولية حقيقية.

 

من داخل السجن.. ولادة كاتب حر

رغم المعاناة، لم تنجح قضبان الاحتلال في كسر روح الأسير أسامة الأشقر بل على العكس، استطاع أن يحول زنزانته إلى فضاء إبداع، حيث قام بكتابة كتابين خلال فترة سجنه، هما:

"للسجن مذاق آخر"

"رسائل كسرت القيد"

وقد كشفت منة فاروق، في لحظة اعتزاز وتقدير، أن الأشقر أهدى لها نسختين من الكتابين قبل بدء اللقاء، وهو ما زاد من وقع اللحظة إنسانيًا وإعلاميًا.

 

إهداء لا يُنسى.. من فلسطين إلى مصر

وتحدثت الإعلامية عن الإهداء الذي كتبه الأشقر لها داخل الكتابين، قائلة:
"الحقيقة أن الأستاذ أسامة شرفني بأنه أهداني نسختين من الكتاب قبل الهواء، وكتب لي إهداءً جاء فيه: إلى الدكتورة منة فاروق، من فلسطين إلى فلسطين، من فلسطين إلى مصر، المسافة صفر… مع الاحترام – أسامة الأشقر."

وفي إهداء آخر وجهه إلى الشعب المصري، كتب الأشقر:
"إلى شعب مصر، أتشرف جدًا بكم، أنتم أهلي، وأنتم الجدار الأخير الذي بقي لنا، شكرًا مع المحبة."

هذا النوع من الكلمات لا يُكتب عبثًا، بل يأتي من قلب رجل عايش القهر، ووجد في مصر وشعبها ملاذًا عاطفيًا وإنسانيًا يتكئ عليه في نضاله.

 

حين يكون الإعلام صوت المقهورين

دموع منة فاروق، وإن بدت شخصية، إلا أنها تعكس تحولًا مهمًا في طبيعة دور الإعلام العربي، من مجرد تغطية للأحداث إلى محاولة حقيقية لتمثيل صوت الذين لا صوت لهم كانت منة، في هذه اللحظة، مراسلة للوجدان العربي، تترجم وجع الأسرى، وتُعيد تسليط الضوء على قضايا منسية في خضم الصخب السياسي والإنساني.

قصة أسامة الأشقر.. ليست استثناء بل نموذج

الأسير المحرر أسامة الأشقر ليس حالة فردية. بل هو نموذج لمئات بل آلاف من الأسرى الفلسطينيين الذين لم يكسرهم السجن، ولم تقضِ عليهم سنوات الاعتقال القاسية. هؤلاء الأسرى هم الأبطال الحقيقيون الذين لم يحملوا السلاح فقط، بل حملوا الكلمة والأمل، واستمروا في النضال حتى من داخل الزنازين.

 

من الغرف المغلقة إلى شاشات العالم

إن لحظة بكاء منة فاروق لم تكن ضعفًا، بل كانت قوة كانت لحظة صدق إنساني تتجاوز المهنية إلى الضمير، وتتجاوز البث التلفزيوني إلى صرخة في وجه الصمت العالمي.

ربما لن تنقل وسائل الإعلام الغربية كلمات الأسير أسامة الأشقر، وربما لا يسمعها من يجب أن يسمعها، لكن وجود إعلاميين كـمنة فاروق يجعلنا نؤمن أن هناك من لا يزال ينقل الحقيقة، ولو بدمعة.

 

 

تم نسخ الرابط