قصة الماجستير في 9 أشهر فقط.. أسرار علمية في حياة الفنانة لبنى عبد العزيز

تظل الفنانة الكبيرة لبنى عبد العزيز واحدة من الأسماء اللامعة في تاريخ السينما المصرية، لكن ما لا يعرفه الكثيرون أن بدايتها لم تكن على شاشة الفن فقط، بل ارتبطت أيضًا بالعلم والبحث والدراسة الأكاديمية.
وفي لقاء خاص لها مع الإعلامية إسعاد يونس في برنامج "صاحبة السعادة" عبر شاشة DMC، روت لبنى عبد العزيز تفاصيل غير معروفة عن حياتها قبل التمثيل، وكيف حصلت على منحة فريدة من نوعها من الجامعة الأمريكية، بعد منافسة شرسة مع أكثر من ألف متقدم.
بداية القصة: اتصال من العميد إلى الملحق الثقافي الأمريكي
تحدثت الفنانة عن اللحظة الفارقة في حياتها حينما تم ترشيحها للمنحة الدراسية، حيث أجرى عميد الجامعة الأمريكية اتصالًا مباشرًا بالملحق الثقافي الأمريكي في القاهرة لدعم ترشيحها وأوضحت أنها دخلت المنافسة مع ما يقرب من 1000 طالب وطالبة، لتكون المرأة الوحيدة بين الفائزين، وهو إنجاز لم يكن سهلًا في تلك الحقبة التاريخية.
ولم يكن الأمر مجرد منحة عادية، بل كان فرصة ذهبية للانفتاح على العالم، وتجربة جديدة غيرت مسار حياتها قبل أن تدخل مجال التمثيل وتصبح من أبرز نجمات السينما.
سؤال سهير القلماوي ودور العلم في حياة لبنى عبد العزيز
وأشارت لبنى إلى أن الكاتبة الكبيرة د. سهير القلماوي سألتها عن التخصص الذي تود دراسته في الخارج، لترد بأنها تحب أن تتعلم باستمرار لتعود بالعلم إلى مصر، مؤكدة أن حبها للمعرفة لم ينفصل يومًا عن رسالتها الوطنية.
هذا الموقف يعكس شخصية لبنى عبد العزيز التي لم تنظر إلى الدراسة فقط على أنها وسيلة شخصية للنجاح، بل كانت تعتبرها مسؤولية وطنية تجاه بلدها.
إنجاز الماجستير في 9 أشهر فقط
من بين أبرز ما روته الفنانة أنها تمكنت من إنهاء رسالة الماجستير عام 1954 في فترة قياسية لم تتجاوز تسعة أشهر، وهو إنجاز علمي كبير خاصة في ذلك الزمن الذي كانت الدراسة الأكاديمية فيه تعتمد على مجهود فردي ومراجع محدودة.
وبعد حصولها على الماجستير، كانت قد بدأت بالفعل في خطوات إعداد الدكتوراه، قبل أن تتوقف بشكل مفاجئ بسبب ظروف عائلية صعبة.
عودة اضطرارية بسبب مرض شقيقتها
كشفت لبنى أن سبب توقفها عن استكمال الدكتوراه وعودتها إلى مصر كان مرض شقيقتها، وهو ما دفعها إلى ترك مسارها الأكاديمي مؤقتًا، لتبدأ بعدها رحلتها الكبرى مع السينما.
هذا التحول المفاجئ في مسار حياتها يوضح كيف أن القدر لعب دورًا رئيسيًا في انتقالها من المجال الأكاديمي إلى مجال الفن، لتترك بصمة لا تُنسى في تاريخ السينما المصرية.
لبنى عبد العزيز بين العلم والفن
يبدو أن مسيرة لبنى عبد العزيز لم تكن مجرد صدفة، فهي جمعت بين جانبين نادرًا ما يجتمعان: التفوق العلمي والدراسة الأكاديمية من جهة، والتألق الفني والإبداع على شاشة السينما من جهة أخرى.
وحتى بعد نجاحها في التمثيل، ظل حبها للعلم واضحًا في تصريحاتها، وكأنها ترى أن الفن والعلم يكملان بعضهما البعض في خدمة المجتمع.
صورة المرأة المصرية في الخمسينيات
ما يميز قصة لبنى عبد العزيز أنها جاءت في فترة كانت المرأة المصرية تواجه فيها تحديات كبرى من أجل الحصول على فرص متساوية في التعليم والعمل. وبالتالي، فإن نجاحها في الفوز بالمنحة وسط مئات المتقدمين كان إنجازًا يرمز لقوة المرأة المصرية وإصرارها على التفوق.
لقد مثلت تجربتها نموذجًا ملهمًا للفتيات في تلك الفترة، ورسالة بأن المرأة قادرة على الجمع بين الثقافة والعلم والفن دون تناقض.
برنامج "صاحبة السعادة" كجسر للتاريخ
يحسب للإعلامية إسعاد يونس أنها دائمًا ما تعيد إلى الأذهان قصصًا ملهمة عن كبار النجوم، بعيدًا عن أضواء الشهرة فقط، لتكشف الجانب الإنساني والتاريخي في حياتهم. وفي حالة لبنى عبد العزيز، أعاد البرنامج فتح ملف مهم حول دور التعليم في حياة الفنانين، وكيف أسهم في تشكيل شخصياتهم.