عبد الحليم قنديل: تهجير الفلسطينيين في غزة يتعدى الاستفزاز ويحمل تهديدًا لمصر

قال الكاتب الصحفي عبد الحليم قنديل إن ما يجري في قطاع غزة من محاولات تهجير قسري للفلسطينيين لا يمكن اعتباره مجرد "محاولة استفزازية" لدفع مصر إلى الدخول في مواجهة مباشرة مع الاحتلال الإسرائيلي، بل هو جزء من هدف استراتيجي نهائي تسعى إليه إسرائيل، يتمثل في تنفيذ مشروعها الاستيطاني الإحلالي على كامل الأرض الفلسطينية.
تفسير ما يحدث من تهجير وتطهير عرقي في فلسطين
وأوضح قنديل، خلال لقائه مع الإعلامية آية عبد الرحمن في برنامج "ستوديو إكسترا" عبر قناة "إكسترا نيوز"، أن ما يحدث من تهجير وتطهير عرقي في فلسطين من النهر إلى البحر ليس وليد اللحظة، بل يعكس طبيعة مشروع استعماري طويل المدى، يقوم على استقدام موارد بشرية أجنبية وإحلالها محل السكان الأصليين، مع طرد الفلسطينيين بشكل ممنهج وعلى مراحل.
وأشار إلى أن هذا المخطط، ورغم العقود التي مضت على تنفيذه، لم ينجح في تغيير الواقع الديموغرافي على الأرض، حيث أظهرت الإحصاءات حتى صباح 7 أكتوبر 2023 أن عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية يفوق عدد الإسرائيليين، ما يمثل مصدر قلق وجودي للكيان الإسرائيلي.
ارتفاع معدلات المواليد لدى الفلسطينيين
ونوه قنديل إلى أن ارتفاع معدلات المواليد لدى الفلسطينيين، حتى في ظل القصف والدمار، يشكل ما وصفه بـ"رد فعل غريزي" على سياسات الاحتلال، مستشهدًا بحالة الطبيبة الفلسطينية آلاء النجار من خان يونس، التي فقدت تسعة من أطفالها في القصف، لكنها لا تزال تحتضن طفلًا عاشرًا يمثل رمزية الاستمرار والتحدي.
وأكد أن القلق الإسرائيلي من "حرب غرف النوم"، كما وصفها أحد أبرز علماء السكان الإسرائيليين قبل نحو عقدين، يعكس إدراكًا عميقًا داخل إسرائيل بأن التحدي الديموغرافي بات يهدد مشروعهم الاستيطاني، لا سيما مع تراجع قدرة الكيان على جذب مهاجرين يهود جدد، وخصوصًا من الولايات المتحدة، حيث لم يعد يهود أمريكا مستعدين للانتقال إلى مناطق الصراع والدم.
وأوضح أن فكرة تهجير الفلسطينيين لا تقتصر على بعض السياسيين الإسرائيليين المتطرفين أمثال سموتريتش أو إيتمار بن جفير أو بنيامين نتنياهو، بل هي بالأساس فكرة أمريكية تتبناها دوائر الحكم في واشنطن.
تطابقًا كاملاً في الرؤية السياسية
وقال قنديل، إن هناك تطابقًا كاملاً في الرؤية السياسية بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، مشيرًا إلى أن من يعتقد أن ترامب سيسعى لإنهاء الحرب في حال سلمت حركة حماس الرهائن "يعيش خارج التاريخ"، على حد وصفه.
وأوضح أن الولايات المتحدة تمارس سياسات مهووسة تجاه الفلسطينيين، متسائلًا عن مغزى منع منح التأشيرات لرئيس السلطة الفلسطينية ومساعديه، وحتى للمواطنين الفلسطينيين، وهو ما يعكس، بحسب قنديل، موقفًا متطرفًا يخدم أهداف إسرائيل بالكامل.