طبيبة نفسية تقدم روشتة ذهبية لحماية الأطفال من مخاطر فيديوهات القرود والقطط

مع الانتشار المتزايد لمقاطع الفيديو التي ينتجها الذكاء الاصطناعي على منصات التواصل الاجتماعي برزت مخاوف حقيقية تتعلق بتأثيرها على الأطفال وسلوكياتهم اليومية في هذا السياق، حذرت الدكتورة إيمان عبدالله أخصائي علم النفس والإرشاد الأسري من خطورة هذه الظاهرة مؤكدة أن كثير من هذه الفيديوهات التي تظهر الحيوانات تتصرف مثل البشر قد تبدو مسلية للطفل، لكنها في الواقع تحمل انعكاسات سلبية على الصحة النفسية والقدرات الإدراكية.
تشويش الإدراك وفقدان التمييز
وأوضحت د. عبدالله في تصريح خاص لنيوز رووم أن التعرض المتكرر لمقاطع الذكاء الاصطناعي قد يؤدي إلى خلط الطفل بين العالم الواقعي والافتراضي مما يضعف قدرته على التفكير النقدي والإبداعي وأضافت أن الطفل قد يجد صعوبة في التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مصطنع وهو ما يعتبر تهديد لتطوره المعرفي في مرحلة حساسة من عمره.
تأثيرات نفسية وسلوكية خطيرة
لا تقتصر أضرار هذه الفيديوهات على الجانب الإدراكي فقط بل تمتد إلى السلوكيات اليومية حيث أوضحت د. عبدالله أن الطفل قد يصاب بفتور تجاه الأنشطة الطبيعية مثل اللعب في الهواء الطلق أو ممارسة الهوايات وبدلا من ذلك يميل إلى قضاء ساعات طويلة أمام الشاشات.
كما قد يتأثر الأطفال بسلوكيات غير مرغوبة تعرض في بعض المقاطع مثل التهكم أو التنمر وهو ما يرسخ لديهم صورة مشوهة عن القيم الإنسانية هذه التأثيرات مجتمعة قد تنعكس سلباً على شخصية الطفل وتوازنه النفسي والاجتماعي.
دور الأسرة في مواجهة التحدي
شددت الخبيرة النفسية على أن الأسرة هي خط الدفاع الأول في حماية الأطفال من مخاطر المحتوى الرقمي موضحة أن مسؤولية الوالدين تكمن في متابعة ما يشاهده الأبناء وشرح الفارق بين الواقع والخيال لهم بلغة مبسطة.
وأشارت إلى أهمية تقديم بدائل تربوية وصحية تغني الطفل عن الإفراط في مشاهدة الفيديوهات، مثل:تشجيع القراءة والقصص التفاعلية وممارسة الفنون كالرسم والموسيقى والانخراط في الرياضة والأنشطة الحركية والمشاركة في الأعمال التطوعية التي تنمي روح التعاون والانتماء.
الاستفادة الإيجابية من الذكاء الاصطناعي
ورغم التحذيرات أكدت د. عبدالله أن الذكاء الاصطناعي ليس خطر في حد ذاته بل يمكن توظيفه بشكل إيجابي إذا استخدم تحت إشراف تربوي متخصص فقد يكون وسيلة فعالة لتقديم محتوى تعليمي جذاب أو فيديوهات تزرع قيم أخلاقية أو برامج تفاعلية تعزز من مهارات الطفل المعرفية واللغوية.
وشددت على أن الفارق كبير بين الترفيه السلبي العشوائي الذي يعتمد على إبهار بصري مؤقت وبين المحتوى العلمي المدروس الذي يسهم في بناء شخصية متوازنة وواعية.
روشتة ذهبية لحماية الأطفال
واختتمت د. عبدالله نصائحها بما وصفته بـ”الروشتة الذهبية” للآباء والأمهات وتشمل:تخصيص وقت يومي للحديث مع الأبناء حول ما يشاهدونه ووضع ضوابط زمنية لمتابعة المحتوى على الإنترنت وتنويع الأنشطة اليومية للطفل بعيدا عن الشاشات واختيار منصات تعليمية آمنة تقدم محتوى هادفاً.
واختتمت إن مقاطع الذكاء الاصطناعي رغم جاذبيتها البصرية قد تشكل تهديد خفي لصحة الأطفال النفسية والسلوكية غير أن وعي الأسرة وتقديم بدائل تربوية سليمة يمكن أن يحولها من مصدر خطر إلى أداة تعليمية نافعة شرط أن تتم مراقبتها واستخدامها بشكل مدروس.