عاجل

بين الألقاب و الفضائح المتكررة

بعد بصقه على مدرب سياتل.. "سواريز" مسيرة حافلة بالأزمات أكثر من الألقاب

لويس سواريز يشتبك
لويس سواريز يشتبك مع مدرب سياتل ساونديرز

مرة أخرى، يجد المهاجم الأوروجواياني لويس سواريز نفسه في قلب عاصفة من الانتقادات بعد واقعة جديدة أثارت الجدل في الوسط الرياضي، وذلك خلال نهائي كأس الدوريات الأمريكي، حين التقطت عدسات الكاميرات لحظة قيامه بالبصق على مدرب فريق سياتل ساوندرز

 

المشهد أثار استياءً واسعًا وأعاد إلى الأذهان سلسلة طويلة من أزمات اللاعب التي صاحبت مسيرته الكروية ليصبح "سواريز" مسيرة حافلة بالأزمات أكثر من الألقاب


 "سواريز" مسيرة حافلة بالأزمات أكثر من الألقاب

الواقعة الأخيرة جعلت "سواريز" مسيرة حافلة بالأزمات أكثر من الألقاب ، حيث لم تكن الواقعة مجرد تصرف عابر، بل جاءت لتؤكد الصورة التي ارتبطت باسم سواريز عبر مسيرته الطويلة ، لاعب موهوب وصاحب قدرات هجومية استثنائية، لكنه في الوقت ذاته مثير للمشاكل وصاحب سجل حافل بالمخالفات والسلوكيات المثيرة للجدل داخل وخارج الملعب.

 

من أياكس إلى ليفربول.. بداية السلوكيات المثيرة

سواريز، الذي بدأ مسيرته الأوروبية في صفوف أياكس أمستردام الهولندي، صنع لنفسه اسمًا كبيرًا بفضل حسه التهديفي العالي وقدرته على حسم المباريات، غير أن اسمه ارتبط مبكرًا بتصرفات غير رياضية، أبرزها واقعة عضّ لاعب بي اس في آيندهوفن "عثمان باكال" عام 2010، وهي الحادثة التي جعلت الصحف الهولندية تطلق عليه لقب “مصاص الدماء”.

 

بعد انتقاله إلى ليفربول في 2011، واصل المهاجم الأوروجواياني لويس سواريز تقديم مستويات مذهلة جعلته أحد أبرز نجوم الدوري الإنجليزي الممتاز، لكنه في الوقت ذاته تورط في أزمات كبيرة، من بينها واقعة العض الشهيرة ضد "برانيسلاف إيفانوفيتش" الظهير الأيمن السابق لتشيلسي عام 2013، بالإضافة إلى إيقافه لثماني مباريات بعد اتهامه بتوجيه عبارات عنصرية للمدافع الفرنسي باتريس إيفرا.


 

مونديال 2014.. أزمة عالمية

ربما كانت الواقعة الأكثر شهرة في مسيرة سواريز هي حادثة مونديال البرازيل 2014، حين قام بعضّ المدافع الإيطالي جورجيو كيليني في مباراة دور المجموعات، و لم يتهاون الاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا"، حيث أصدر عقوبة قاسية بإيقاف اللاعب تسع مباريات دولية ومنعه من ممارسة أي نشاط كروي لمدة أربعة أشهر، في قرار اعتبره الكثيرون ضربة موجعة لمسيرة اللاعب الدولية.

 

برشلونة.. إنجازات كبيرة لكن تحت ظلال الماضي

في صيف 2014، انتقل سواريز إلى برشلونة في صفقة مثيرة للجدل بعد أسابيع قليلة من أزمة مونديال البرازيل، ورغم البداية الصعبة، إلا أنه سرعان ما أصبح جزءًا من ثلاثي هجومي تاريخي إلى جانب ليونيل ميسي ونيمار جونيور مع البلاوجرانا، حصد الاوروجوياني كل الألقاب الممكنة تقريبًا، من الدوري الإسباني ودوري أبطال أوروبا إلى كأس العالم للأندية.


 

غير أن نجاحاته الكبيرة لم تمحُ تمامًا صورته كـ”لاعب مشاغب”، حيث ظل الإعلام والجماهير يتذكرون دائمًا أزماته السابقة كلما ارتكب خطأ أو دخل في مناوشة جديدة.
 

المراحل الأخيرة.. من أتلتيكو مدريد إلى الدوري الأمريكي
 

بعد رحيله عن برشلونة، انضم سواريز إلى أتلتيكو مدريد وساهم في فوزه بلقب الدوري الإسباني موسم 2020/2021، ليؤكد أنه ما زال قادرًا على العطاء في المستويات الكبرى، و لاحقًا، خاض تجارب قصيرة مع ناسيونال الأوروجواياني ثم جريميو البرازيلي، قبل أن يشد الرحال إلى الدوري الأمريكي للمحترفين بحثًا عن تجربة جديدة في أواخر مسيرته.

 

إلا أن انتقاله لم يخلُ من الضوضاء، حيث جاءت واقعة بصقه على مدرب سياتل ساوندرز في نهائي كأس الدوريات لتعيد فتح ملف “الوجه الآخر” لسواريز، وهو الوجه الذي يراه الكثيرون أكثر حضورًا من سجله التهديفي والألقاب التي حققها.

 

أزمات أكثر من الألقاب

على الرغم من أن أرقام سواريز التهديفية وإنجازاته مع الأندية الكبرى تضعه بين أفضل مهاجمي العالم، فإن قائمة أزماته الطويلة تثير التساؤل حول إرثه الكروي، فبين اتهامات بالعنصرية، وإيقافات متكررة بسبب العض أو السلوك غير الرياضي، وصولًا إلى الحادثة الأخيرة في أمريكا، بدا أن الجدل رفيق دائم لمسيرة اللاعب.

 

اليوم، ومع اقتراب سواريز من نهاية مسيرته، يرى الكثيرون أن موهبته الكبيرة لم تُستغل بالصورة التي كانت ستجعله أسطورة نقية بلا شوائب، وأن أزماته الكثيرة قد غطت على إنجازاته، فبدلاً من أن يُذكر فقط كأحد أعظم المهاجمين في العقدين الأخيرين، يُتداول اسمه دومًا مقرونًا بفضائح وسلوكيات غير مقبولة.

 

وبين الألقاب والفضائح، يبدو أن لويس "سواريز" مسيرة حافلة بالأزمات أكثر من الألقاب حيث سيظل مثالاً كلاسيكيًا على اللاعب الموهوب الذي أضاع جزءًا كبيرًا من إرثه بسبب انفعالاته وتصرفاته المثيرة للجدل.

تم نسخ الرابط