عاجل

على غرار الأمارات والسعودية.. لماذا لم تحظر مصر «روبلوكس» لحماية أطفالها؟

لعبة روبلوكس
لعبة روبلوكس

لم تعد الألعاب الإلكترونية مجرد وسيلة للتسلية أو أداة لقضاء وقت الفراغ، بل أصبحت نافذة واسعة تفتح للأجيال الجديدة على عوالم افتراضية غير محدودة، بعدما ارتبطت حياتهم اليومية بالشاشات الصغيرة على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية، وتحولت هذه الألعاب من تطبيقات فردية بسيطة إلى منصات تفاعلية تجمع ملايين اللاعبين من مختلف أنحاء العالم دون أن يعرف أحدهم الآخر.

وتتصدر منصة "روبلوكس" قائمة هذه الألعاب التفاعلية، إذ تُعد الأشهر والأوسع انتشارًا عالميًا، حيث أعلنت الشركة المالكة العام الماضي أن عدد مستخدميها اليوميين تجاوز 80 مليون لاعب، يشكل الأطفال دون 13 عامًا نحو 40% منهم. 

فكرة المنصة


وتقوم فكرة المنصة على تمكين اللاعبين من ابتكار ألعابهم الخاصة أو خوض تجارب من تصميم آخرين، إلى جانب شراء ملابس وإكسسوارات للشخصيات الافتراضية "أفاتارز" باستخدام عملة رقمية تُسمى "روبوكس"، يتم الحصول عليها عبر بطاقات الدفع الإلكتروني أو من خلال وسطاء يقومون ببيعها مقابل تحويلات مالية.

ورغم إعلان الشركة عن تطوير أنظمة الأمان والرقابة بشكل مستمر، إلا أن تقارير ودراسات وحوادث عديدة أثبتت أن المنصة تمثل خطورة كبيرة على الأطفال والمراهقين، حيث يسهل تعرضهم لمحتويات غير لائقة أو تواصلهم مع بالغين مجهولين، وهو ما فتح الباب أمام وقائع تنمّر، واستغلال جنسي، بل وحتى محاولات إيقاع بعضهم في دوائر العنف أو التطرف عبر محتوى الألعاب.

هذه المخاوف المتزايدة دفعت عددًا من الدول إلى اتخاذ قرارات حاسمة بحظر "روبلوكس"، كما حدث في الصين والأردن وعُمان وقطر وتركيا، فيما علّقت دول أخرى الحظر لفتراتومؤخرًا تم حظر محادثات لعبة Roblox في السعودية والإمارات لحماية الأطفال.. "نيوز روم" يفتح الملف وتتسأل هل سيتم حجبها في مصر؟.


سياسة الغلق أصبحت آخر الحلول التي قد تلجأ إليها الدولة

المهندس إسلام غانم، استشارى تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمى
المهندس إسلام غانم، استشارى تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمى

من جهته، قال المهندس إسلام غانم، استشارى تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمى، تعليقًا على الجدل المثار حول لعبة "روبلوكس"، إن مسألة إغلاق أو حجب أي تطبيق أو لعبة إلكترونية تخضع في الأساس لاختصاصات الجهات المعنية بوزارة الاتصالات والأذرع التنفيذية التابعة لها.

وأوضح "غانم" في تصريح خاص لـ"نيوز روم"، أن سياسة الغلق لم تعد خيارًا عمليًا في ظل سهولة تجاوز الحجب باستخدام تطبيقات تغيير الموقع الجغرافي (VPN)، والتي باتت متاحة ومعروفة لدى قطاع واسع من المستخدمين.

وأكد استشارى تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمى، أن الحل الأمثل لا يكون بالمنع أو الحجب، وإنما عبر التنسيق المباشر مع الشركة المالكة للعبة لإجراء تعديلات أو ضبط إعدادات معينة تتناسب مع السوق المصري.

وأضاف "غانم"، أن سياسة الغلق أصبحت آخر الحلول التي قد تلجأ إليها الدولة في مثل هذه الحالات.

اللعبة تفتح الباب أمام تعرض الأطفال لمشاهد غير لائقة

المهندس محمود فرج خبير تكنولوجيا المعلومات
المهندس محمود فرج خبير تكنولوجيا المعلومات


فيما أكد المهندس محمود فرج خبير تكنولوجيا المعلومات، أن لعبة "روبلوكس"، التي أُنشئت عام 2004 وطرحت للجمهور عام 2006، ورغم أنها تقدم للأطفال والمراهقين مساحة لإنشاء ألعابهم الخاصة ومشاركتها، إلا أنها تنطوي على مخاطر عديدة تستدعي الحذر.

وأوضح "فرج" في تصريح خاص لـ"نيوز روم"، أن غياب الرقابة الكافية على محتوى اللعبة يفتح الباب أمام تعرض الأطفال لمضامين غير لائقة، واستغلالهم عبر خاصية الدردشة في تبادل رسائل قد تحمل إيحاءات أو سلوكيات خطيرة، فضلًا عن احتمالية استغلالها في أنشطة غير قانونية مثل غسيل الأموال.

وأشار، إلى أن الاستخدام المفرط للعبة قد يؤدي إلى العزلة، تراجع المستوى الدراسي، مشكلات نفسية كالقلق والاكتئاب، بالإضافة إلى مخاطر الاختراق الإلكتروني وسرقة البيانات الشخصية.

وشدد المهندس محمود فرج، على ضرورة متابعة أولياء الأمور لأنشطة أبنائهم الرقمية، والرقابة على نوعية الألعاب التي يمارسونها، مؤكدًا أن الوعي الأسري يمثل خط الدفاع الأول لحماية الأطفال من هذه المخاطر.

تم نسخ الرابط