جريمة ديرمواس بالمنيا.. اعترافات الطفلة فرحة قبل رحيلها تكشف تفاصيل مأساوية

لا تزال جريمة ديرمواس بمحافظة المنيا، تثير صدمة واسعة في الشارع المصري، بعد مصرع أب و ستة من أبنائه إثر تسميمهم داخل منزلهم بقرية دلجا، وبينما تتواصل التحقيقات في القضية التي شغلت الرأي العام، حصلت "نيوز رووم" على أقوال الطفلة فرحة ناصر، الناجية الوحيدة حينها من المأساة، قبل أن تفارق الحياة لاحقًا متأثرة بصدمة نفسية قوية، كلمات الطفلة التي لم تتجاوز الرابعة عشرة من عمرها كشفت تفاصيل جديدة عن الأيام الأخيرة داخل المنزل، وألقت الضوء على ملابسات واحدة من أبشع الجرائم الأسرية في صعيد مصر.
شهادة الطفلة فرحة تكشف اللحظات الأخيرة
قالت الطفلة فرحة، خلال التحقيقات، أنها لم تدرك في البداية سبب الإعياء الشديد الذي أصابها وأشقائها بعد تناول الطعام، وأوضحت أنها عند أكلها الخبز الذي أعدته زوجة والدها، شعرت بمرارة غريبة في الطعم، فأسرعت وأخبرت عمها بما لاحظته، كما أشارت إلى أن والدها جلب لهم في وقت سابق خضراوات ظهر عليها سائل أبيض، لكنها قامت بتنظيفها قبل تناولها، ولم تشعر بأي أعراض مرضية حينها.
وأكدت الطفلة أنها لم تتناول أي مأكولات أو مشروبات من خارج المنزل في الفترة التي سبقت الواقعة، كما نفت تعرضها أو أشقائها لأي نوع من المبيدات أو المواد السامة خارج المنزل، الأمر الذي عزز الشكوك حول أن الطعام المقدم لهم كان مصدر التسمم.
الطفلة تكشف وضع الأسرة النفسي
وأشارت فرحة في أقوالها إلى أن والدتها كانت تعاني من بعض المشاكل النفسية، لكنها نفت وجود أي خلافات حادة بين والديها أو داخل العائلة قد تدفع إلى مثل هذه الجريمة، وأضافت أنها لا تستطيع الجزم ما إذا كانت الواقعة جنائية بشكل كامل أم أنها حدثت لسبب آخر، لكنها ظلت في حالة ارتباك وحيرة أمام ما جرى لها ولأسرتها.
الرعاية الطبية والتقارير الصحية
عقب سماع أقوالها، خاطبت النيابة العامة وزارة الصحة والسكان لتوفير الرعاية الطبية اللازمة للطفلة، حيث تم التنسيق مع وكيلة الوزارة في المنيا لضمان نقلها إلى أي مستشفى متخصص إذا تطلب الأمر.
وبحسب تقرير صادر عن مستشفى "مصر الحرة"، تبين أن حالة الطفلة كانت مستقرة من الناحية الجسدية بعد الفحوصات والتحاليل، لكنها كانت تعاني من اضطراب نفسي وسلوكي شديد نتيجة الصدمة التي تعرضت لها إثر فقدان أسرتها، وعلى الفور جرى عرضها على طبيب مختص في الأمراض النفسية والعصبية، والذي أوصى بخضوعها إلى جلسات علاج نفسي وسلوكي مكثف.
النهاية المأساوية لآخر الناجين
ورغم محاولات إنقاذها ورعايتها طبيًا ونفسيًا، إلا أن الطفلة فرحة رحلت في وقت لاحق، لتطوي صفحة مأساوية وتصبح آخر ضحية في الجريمة البشعة التي هزت ديرمواس، رحيلها أثار موجة حزن واسعة بين أهالي القرية، وزاد من بشاعة الجريمة التي خلفت وراءها أسئلة كثيرة لم يُكشف النقاب عن جميعها حتى الآن.
جريمة تهز الرأي العام المصري
أصبحت جريمة ديرمواس واحدة من أبرز القضايا الجنائية في صعيد مصر خلال السنوات الأخيرة، ليس فقط بسبب قسوتها ونتائجها المأساوية، وإنما أيضًا لأن ضحاياها أطفال لم يتجاوزوا أعمار الزهور، وبينما لا تزال التحقيقات مستمرة لكشف كافة تفاصيل الجريمة ودوافعها، تبقى كلمات الطفلة فرحة شاهدًا إنسانيًا مؤثرًا على واحدة من أكثر الجرائم إيلامًا في الذاكرة الجماعية للمجتمع المصري.