امنعوهم عن المنابر.. أزهري يفتح النار على السلفية بعد واقعة «اليوم المنيل»

استنكر الدكتور محمد إبراهيم العشماوي، أستاذ الحديث الشريف وعلومه بجامعة الأزهر الشريف، واقعة الخطيب الشاب بمحافظة الدقهلية، والذي وصف الاحتفال بالمولد النبوي الشريف بـ"اليوم المنيل بستين نيلة"، مشيرًا إلى أن هذه العبارات لا تليق بمن يتصدر للخطابة أو يصعد المنابر.
امنعوهم عن المنابر
وقال الدكتور العشماوي: "لقد تربت أجيال من المتأثرين بالفكر الوهابي على التنفير من مظاهر الفرح بمولد النبي صلى الله عليه وسلم، حتى بلغ بهم الحال أن يعدّوه من أعظم البدع، بل جعلوه أخطر من الزنا وشرب الخمر، وهو ما انعكس على تصرفات بعض الشباب الذين تشبعوا بهذه الأفكار، حتى بلغ الأمر بأحدهم أن يطلق على المولد النبوي وصفًا سوقيًا فجًّا في منبر الجمعة، في انتقاص واضح من حق النبي صلى الله عليه وسلم، وإساءة صريحة لمشاعر المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها".
وأضاف: "لو كان الإمام القاضي عياض حاضرًا في زماننا، لضمَّن هذه الواقعة في كتابه الشهير الشفا بتعريف حقوق المصطفى صلى الله عليه وسلم، فقد نقل فيه عن العلماء ما يُفهم منه أن من تعمد الإساءة إلى الجناب النبوي يعد مرتكبًا جرمًا عظيمًا قد يرقى إلى الكفر، بحسب نية القائل وسياق عبارته".
ووصف الدكتور العشماوي بعض منابر المسلمين اليوم بأنها "تعج بأمثال هؤلاء المرضى النفسيين والمعاتيه"، حسب تعبيره، مؤكدًا أن هؤلاء "فقدوا كل معاني العقل والأدب واللياقة والمروءة، ولا بد من تقويمهم، أو منعهم من اعتلاء المنابر، حمايةً لعقول الناس ومشاعرهم".
كما دعا إلى محاسبة من يدعم هذا الفكر أو يُسهّل له المنابر، قائلا: "لم يعودوا مجرد ظاهرة مزعجة، بل أصبحوا صداعًا مزمِنًا في رأس هذه الأمة، ويجب مواجهتهم فكريًّا وتنظيميًّا".
وفي سياق متصل، وجّه الدكتور العشماوي رسالة إلى الدكتور أسامة الأزهري، مستشار رئيس الجمهورية للشؤون الدينية ووكيل وزارة الأوقاف، مطالبًا إياه باتخاذ موقف أكثر حسمًا في ملف تراخيص الخطابة، وإعادة النظر في شروط اختيار الخطباء ومتابعتهم فكريًّا، وعدم الاكتفاء بالأنشطة الإعلامية فقط.
وختم بقوله: "نأمل أن تعود حِلَقُ الذكر إلى مساجدنا تحت إشراف وزارة الأوقاف، فهي مدارس تربوية وروحية عظيمة، تُغذي القلوب بالإيمان وتشيع الطمأنينة في النفوس. كما نناشد فضيلة الدكتور أسامة الأزهري إطلاق سلسلة خطب موحدة على المنابر تتناول مشكلة الطلاق ومخاطره؛ فقد بات من أخطر التهديدات التي تواجه البيوت المسلمة اليوم".