كتاب الموتى والحرف اليدوية.. حكاية أسرار مقبرة بيتوزيرس معبد حقبة البطالمة في المنيا| صور
دقات قلبك تتغير عندما تصل إلى مدينة الأموات بالصحراء الغربية، أصوات الرياح تهمس في أذنك لتستعد للمغامرة وسط الرمال الناعمة لتغرز بقدمك بداخلها، في خطوات تشبه آلة الزمن تعود بك لـ 500 سنه قبل الميلاد، وسط قوة غريبة لا تعرف مصدرها ترافقك ليقشعر جسدك لعظمة المشهد، حتي تجد نفسك في لمح البصر داخل معبد الكاهن « بيتوزيرس» لتنتقل إلي عالم الفراعنة في رحلة تبقا بذهنك حتي الموت.
معبد الكاهن « بيتوزيرس» الذي ضم مقبرته ومقابر 8 من الكهنة للأسرة الكهنوتية التي عملت بالإقليم الـ15 أحد أقاليم مصر العليا، تم الكشف عن أسرار هذه المنطقة في عام 1919، ففي السطور التالية يكشف موقع «نيوز روم» قصة هذا المعبد وعظمة هذه الحقبة من النحت والفن والألوان التي تعكس إبداع المصري القديم.
جوستاف ليفيفر مكتشف مقبرة «بيتوزيرس» في المنيا
قال فرج عبد العزيز، المسؤول عن منطقة تونا الجبل الأثرية، أن المنطقة تقع غرب مدينة ملوي، جنوب محافظة المنيا، وتم اكتشاف معبد «بيتوزيرس» على يد الدكتور «جوستاف ليفيفر» بعد إرسال اول تقرير من مفتش الآثار أنطون يوسف، إلي مصلحة الآثار يوضح فيه اكتشاف معبد مبني من الحجر مزين برسوم ملونه، ولكنها متساقطه بعض الشيء.
وأضاف فرج لـ نيوز روم، أن الدكتور« ليفيفر» وصل إلى المنطقة في مارس 1919، وتفقد الأحجار التي عثر عليها ليشعر أن هناك اكتشاف عظيم تحت الرمال له قيمة كبيرة، فظل يعمل علي مدار 4 سنوات بالحفر بمحيط المعبد حتي أستطاع إعادة تركيب بعض الأحجار في عملية ترميم لها وللأعمدة النباتية المتواجدة بمقدمة المقبرة، مشيراً أنه تم الانتهاء من أعمال الترميم عام 1924 بالمعبد، وتم افتتاح المقبرة لأستقبال أول افواج للزائرين بالمنطقة.
أسرة كهنوتية بمقبرة «بيتوزيرس» في المنيا
وأشار مسؤولي الآثار، أن مقبرة « بيتوزيرس» ليست مقبرة له فقط، ولكنها هي مقبرة لأسرة كهنوتية لضمها 8 من الكهنة الآخرين، موضحاً أن هذه الأسرة كانت تقوم بأعمال الكهنوت بمعبد جحوتى بالإقليم الـ15 من أقاليم مصر العليا بمنطقة الأشمونين بالقرب من تونا الجبل.
واستكمل فرج حديثة قائلاً: أن مقبرة « بيتوزيرس» من أهم المقابر في مصر القديمة لتناولها المحاكاة في قسميها منه أعمال تطهير الموتى، وطرق تشييع الجنازات، وتقديم القرابين، واجزاء من كتاب الموتى، والبوابات، والمقدسات المصرية القديمة، بجانب النقوش والرسوم الفريدة التي تعكس الحياة اليومية للمصري القديم، وشاهداً على تطور الفن المصري القديم وتأثره بالحضارات الأخرى، وتعتبر مصدرًا هامًا للعلماء لدراسة الحضارة المصرية القديمة وعاداتهم وتقاليدهم في ذلك الوقت.
مقبرة «بيتوزيرس» تحفة فنية رائعة في المنيا
وأوضح مسؤولي الآثار، أن مقبرة « بيتوزيرس» على شكل معبد تعود إلى حقبة البطالمة والأسرة الـ30، وهي بين الفنيين المصري القديم واليوناني القديم، لتعد تحفة فنية رائعة، مشيراً أن « بيتوزيرس» عاصر نهاية الغزو الفارسي الثاني، وقام ببناء مقبرة له ولأسرته اتخذت شكل المعابد المصرية القديمة قريبة الشبه من دندرة واجهة معبد بتلك الاعمدة النباتية والستائر الحجرية، التي تبرز صور «جحوتي» برمزية طائر الايبس وقرد البابون و«بيتوزيرس» يقدم له القرابين ثم مقدمة عنه والقابه المقدسة بانه كبير الكهنة، وكاتب الاله والقاب أخرى نالها هذا الكاهن الذي كان محبوب من الناس ومن أسرته.
وأختتم مسؤولي الآثار حديثة لـ نيوز روم، أن مقبرة « بيتوزيرس» من أهم المقابر بمنطقة تونا الجبل ومحافظة المنيا، وهي وجهة لتنشيط السياحة واستقبال الافواج السياحية من كافة أنحاء العالم للاستمتاع بجمالها الفني وتاريخها العريق.
