الحرب تلوح في الأفق: أمريكا تحرك أساطيلها وفنزويلا تحشد الملايين.. ماذا يحدث؟

أكد رئيس فنزويلا، نيكولاس مادورو، أن بلاده ستدخل مرحلة «النضال المسلح» في حال تعرضها لأي اعتداء من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، وذلك في ظل تصاعد مطّرد للتوترات بين البلدين، وتخييم شبح الحرب بينهما.
هجوم أمريكي مباشر على قارب فنزويلي
ونفذت الولايات المتحدة هجوماً عسكرياً مباشراً ضد قارب انطلق من سواحل فنزويلا، بزعم أنه كان يحمل كميات كبيرة من المخدرات، ما أسفر عن مقتل 11 شخصاً.
وترافقت العملية العسكرية مع تحركات بحرية أمريكية ضخمة، شملت مدمرات حربية بصواريخ موجهة، وغواصة نووية استراتيجية، ومجموعة هجومية برمائية بقيادة السفينة USS Iwo Jima، إضافة إلى طائرات استطلاع من طراز P-8، وأكثر من 4500 عنصر من مشاة البحرية (المارينز). ويُعد هذا الانتشار الأكبر منذ عام 1965.
وردّ الرئيس الفنزويلي بتعبئة 4.5 مليون عنصر من الميليشيا البوليفارية، مع إطلاق حملة تجنيد شعبي شملت أكثر من 8 ملايين مواطن، وإنشاء وحدات ميليشيا مجتمعية لأول مرة، موزعة على 5,336 مجتمعاً محلياً، تشمل 15,751 قاعدة دفاع شعبي، وإعلان الجاهزية لـ «المقاومة المسلحة».
وعلى الرغم من مبدأ «خطوة بخطوة» الذي تتبعه فنزويلا بعد حشد قواتها، والنبرة المتحدية التي يتحدث بها رئيسها، إلا أنه أطلق تصريحات مهادِنة بثّتها محطات الإذاعة والتلفزة في فنزويلا، مفادها أنه لا يجب أن تؤدي الخلافات بين البلدين إلى اندلاع حرب، حاثاً الولايات المتحدة على التخلي عن خطتها لتغيير النظام الذي يترأسه.
وأضاف الرئيس الفنزويلي، متوجهاً إلى نظيره الأميركي دونالد ترامب، أنّ «المحاولة التي يبذلها بعض موظفي ترامب من أجل تغيير النظام في فنزويلا تمثّل خطأً».
كما نفى مادورو اتهامات ترامب بأنه «يقود عصابة مخدرات»، قائلاً إن فنزويلا «بلد خالٍ من إنتاج الكوكايين»، واصفاً الكلام الأميركي بشأن ذلك بأنه «كذبة فجة وخادعة، ككذبة امتلاك العراق أسلحة دمار شامل».
وتابع: «تقارير الاستخبارات التي يقدّمونها إلى ترامب غير صحيحة. فنزويلا اليوم بلد خالٍ من إنتاج أوراق الكوكا والكوكايين، وهو بلد يكافح الاتجار بالمخدرات».
ترامب يهدد بإسقاط طائرات فنزويلية
وتأتي تصريحات الرئيس الفنزويلي بعد ساعات على إطلاق نظيره الأميركي تهديداً بإسقاط طائرات عسكرية فنزويلية «إذا مثّلت تهديداً للقوات الأميركية»، وفقاً له.
كما جاءت بعد حديث شبكة «سي إن إن» الأميركية، نقلاً عن مصادر مطلعة، عن قيام ترامب بدراسة مجموعة من الخيارات ضد عصابات المخدرات العاملة في فنزويلا.
ويأخذ ترامب محاربة الاتجار بالمخدرات في فنزويلا كستار لمحاولاته إسقاط نظام مادورو، لا سيما وأن مصادر أشارت إلى أنه في حال وصلت الأمور إلى نزاع مسلح، فستهاجم الولايات المتحدة أهدافاً داخل فنزويلا.
وفي غضون ذلك، نقلت شبكة «سي بي إس» الأميركية عن مسؤولين في البنتاغون، أن طائرات فنزويلية حلّقت فوق المدمرة الأميركية «جيسون دونهام» للمرة الثانية.
وتأتي هذه التطورات المتصاعدة بعد تغيير ترامب اسم وزارة الدفاع الأميركية إلى «وزارة الحرب»، فهل تكون الأمة التي لم تترك السلاح (أمريكا) على موعد مع أولى حروب وزارة حربها في الجارة فنزويلا؟