عاجل

د. إبراهيم نجم: ذكرى مولد النبي صلى الله عليه وسلم ليست احتفالًا شكليًّا

الدكتور إبراهيم نجم
الدكتور إبراهيم نجم

ألقى الدكتور إبراهيم نجم، المستشار العام لمفتي الجمهورية والأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم، خطبة الجمعة من المسجد الكبير بمدينة ريو دي جانيرو بالبرازيل، تناول فيها ذكرى مولد سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وما تحمله من معانٍ متجددة لإصلاح النفوس وإحياء منظومة الأخلاق، مؤكدًا أن الاحتفال بالمولد لا ينبغي أن يقتصر على المظاهر الشكلية، بل يجب أن يكون عهدًا على التمسك بالقيم النبوية الأصيلة.

صلح الحديبية نموذج نبوي جسَّد الوفاء بالعقود والعهود وحقق مكاسب استراتيجية للسلم والدعوة

وقال الدكتور نجم في خطبته: "نحن نعيش في ساحاتٍ يعلو فيها الضجيج وتخفت فيها قيم العدل والرحمة من حولنا، والإسلام تعرض إلى حملات تشويه كبيرة من الأعداء أحيانًا، ومن الذين اختطفوا الإسلام واحتكروه، وأصبحوا يدعون إلى إسلام غريب لا نعرفه".
وشدَّد على أن الوفاء بالعقود والعهود قاعدة أخلاقية وقانونية أصيلة، مشيرًا إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم جسد ذلك في صلح الحديبية الذي كان نموذجًا استراتيجيًّا للسِّلم والدعوة، مضيفًا أن النهي عن الإفساد في الأرض أصل عام، يعززه الهَدي النبوي الذي جعل غرس الشجر عملًا جاري النفع، ويوجِّه السياسات الاقتصادية نحو الاقتصاد الأخضر وترشيد الاستهلاك والتخطيط العمراني الرشيد الذي يحفظ الموارد. وأوضح الدكتور نجم أن النموذج النبوي يحمي السوق من الغش والاحتكار، ويشيد بالسماحة في البيوع والتحصيل، مؤكدًا أن حماية المستهلك والشفافية في المعاملات تنبع من هذا النموذج. كما أشار إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم حارب ثقافة اليأس، وضرب مثالًا بقصة "قاتل المائة" التي تُلهم برامج الدعم النفسي والصحة النفسية للكثير من البشر.
وأكد الأمين العام لدور وهيئات الإفتاء في العالم أن من جوهر النموذج النبوي إقامة العدل بلا تمييز، وأن نصوص الشريعة تقطع الطريق على الازدواجية، وتجعل التعدي على المال العام أو حقوق الناس سببًا للمساءلة مهما كان موقع الفاعل. وأضاف أن مقاصد الشريعة الخمسة المتمثلة في حفظ الدين والنفس والعقل والمال والنسل تضع إطارًا لترتيب الأولويات في مجالات التعليم والصحة وغيرها، وأن الاجتهاد يتغير بتغير الزمان والمكان والعرف والمصلحة بما يحفظ النص ويحقق روحه.
وشدَّد د. نجم على أن الحفاظ على وحدة تراب الوطن وسلامة نسيجه الاجتماعي واجب شرعي ووطني، محذرًا من خطورة الجماعات التي تتبنى منهج التمزيق والإرهاب تحت أي مسمى، مؤكدًا أن دماء الناس وأعراضهم وأموالهم مصونة في شريعة الإسلام، واستشهد بقول النبي صلى الله عليه وسلم في حجة الوداع: "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا".

تم نسخ الرابط