عاجل

هارودز تتحرك لإزالة رموز محمد الفايد تحت مزاعم وقوع الاعتداءات في لندن

محمد الفايد
محمد الفايد

تقدّمت إدارة متجر "هارودز" الفاخر في العاصمة البريطانية لندن بطلب رسمي إلى السلطات المحلية لإزالة التماثيل التابعة للملياردير المصري الراحل محمد الفايد، في خطوة تهدف إلى محو بصمته من المتجر، بعد تصاعد التحقيقات المرتبطة باتهامات اعتداءات جنسية.

ويشمل الطلب، المقدّم إلى مجلس كنسينغتون وتشيلسي، خططًا لإعادة تجديد القاعة المصرية الشهيرة في المتجر، بما فيها السلم المتحرك ذي الطابع الفرعوني الذي صمّمه الفايد في فترة امتلاكه للمتجر، ويضم 16 تمثالًا ضخمًا لرأسه، بالإضافة إلى تماثيل مستوحاة من الملكة نفرتيتي.

ووصفت إدارة هارودز السلم المتحرك بأنه "يحتفي صراحة بالفايد"، مشيرة إلى أن التماثيل أصبحت الآن بمثابة "تذكير بصري مزعج بمزاعم الاعتداءات الجنسية" التي لاحقته في السنوات الأخيرة من حياته.

مزاعم متزايدة وتحقيقات مستمرة

وبحسب هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي)، فإن أكثر من 20 موظفة سابقة في "هارودز" اتهمن الفايد، الذي توفي عام 2023 عن عمر يناهز 94 عامًا، بالاعتداء الجنسي عليهن، في فيلم وثائقي بث عام 2024.

ومن جانبها، أكدت شرطة العاصمة البريطانية لشبكة CNN أنها تلقت حتى الآن أكثر من 140 بلاغًا من ضحايا محتملات، والتحقيق لا يزال جارياً.

وتضمنت الادعاءات شهادات صادمة، منها ما أفادت به إحدى السيدات بأنها تعرضت للاعتداء من قبل الفايد عندما كانت في سن الـ15، في حين كان هو يبلغ من العمر 79 عامًا.

وتقول التقارير إن الحوادث المزعومة وقعت في عدة مواقع كان يملكها الفايد، منها فندق "ريتز" في باريس، ومبنى شقق فاخرة بلندن، وقصر "فيلا وندسور" الشهير، الذي كان مقر إقامة ملك بريطانيا السابق إدوارد الثامن وزوجته الأمريكية واليس سيمبسون.

مساعٍ قانونية وتعويضات للضحايا

وفي محاولة لتصحيح المسار، كشفت شركة "هارودز" عن برنامج تعويضات خاص بالناجيات من الفايد، انضمت إليه حتى الآن أكثر من 100 امرأة، ويتضمن البرنامج استشارات قانونية وتعويضات مالية لمن تُثبت أهليتهن.

كما تعمل إدارة المتجر على تسوية المطالبات من موظفات سابقات وحاليات تعرضن للاعتداء، وتدرس الشركة الآن إجراءات قانونية ضد ورثة الفايد، بحسب ما أكده متحدث رسمي لهارودز لـ CNN.

كما أعلنت الشركة أنها قدّمت طلبًا إلى المحكمة العليا البريطانية في يونيو الماضي، لتعيين "منفذين محترفين" لإدارة تركة محمد الفايد، ما يُتيح للضحايا المحتملين مطالبة الورثة مباشرة، ويمنح هارودز الفرصة للمطالبة بمساهمة مالية من التركة لتعويض ما دفعته الشركة للضحايا.

موقف حاسم من إدارة هارودز

ورغم أن هارودز لم يعد مملوكًا لمحمد الفايد منذ عام 2010 بعد أن باعه إلى جهاز قطر للاستثمار، إلا أن إرثه المعماري داخل المتجر ظل مثيرًا للجدل، وخصوصًا الطابع الفرعوني الذي طبع جزءًا كبيرًا من تصميماته.

وفي بيان على الموقع الرسمي لهارودز، أكدت الإدارة أن المتجر في عهده الجديد "مختلف تمامًا عن المؤسسة التي كان يديرها الفايد"، مضيفة أن الاستثمارات الجارية منذ انتقال الملكية تهدف إلى إعادة المتجر إلى إرثه العريق، بعيدًا عن أي ارتباط بسمعة المالك السابق.

وأكد المتحدث الرسمي:"نحن نتفهم ما تعنيه هذه التماثيل للناجين من تلك الانتهاكات، وبعد الاستماع إلى أصواتهم، قمنا بتسريع العمل على مشروع إعادة تطوير السلالم المتحركة المصرية، وقدمنا طلب التخطيط اللازم لتنفيذه"، ومن المتوقع أن يصدر مجلس كنسينجتون وتشيلسي قراره بشأن الطلب بحلول 22 أكتوبر المقبل.

تم نسخ الرابط