عاجل

أعلنت مجموعة "أرماني"، أمس يوم الخميس، وفاة مصمّم الأزياء الإيطالي الشهير جورجيو أرماني، عن عمر يُناهز 91 عامًا.

وبصفتي محررة موضة لا أجد شيء يعزي عالم الأزياء في فقد هذا الرجل العظيم والملهم الذي استطاع أن يغير مجرى الموضة وجعل النساء يرتدين البدل الرجالية بكل ثقة وجرأة 
وهنا نتساءل كيف لبائع ملابس فقير في أن يصبح إمبراطور الموضة والأزياء؟

حيث أن قلةً من الأسماء تحظى بالتأثير في عالم الموضة، وبين هؤلاء يبرز اسم "أرماني" وذلك من خلال أفكاره الإبداعية وتصاميمه الراقية، التي أعادت تعريف الموضة، وأحدثت ثورة في أزياء الرجال مُنذ منتصف سبعينات القرن الماضي، محرراً الرجال من صرامة "البدلات التقليدية" بتقديم إطلالات مريحة قوية وعصرية.

فخسارته بالتأكيد شكلت كارثة حقيقية في عالم الموضة والأزياء ولمحبي هذه الصناعة بشكل خاص.
وبكل صراحة يعتبر جورجيو أرماني من مصممي الأزياء المعدودون الذين انتظر تصميماتهم في أسابيع الموضة بل أشعر بسعادة وشغف عند كتابة مقال أو تقرير عن مشاركته بأسبوع ميلانو للموضة.

ارتدى تصميماته عمالقة مثل جوليا روبرتس، نيكول كيدمان، وبيونسيه، وتصاميمه أصبحت رمزاً للثقة والجاذبية، وهو الذي قال في يوم من الأيام: ملابسي تجعل الناس يرون أنفسهم بشكل أفضل، وهذا يزيد ثقتهم وسعادتهم.

لكن وراء كل هذا النجاح كان هناك فيه قصة إنسان، شاب بسيط متأثر بوالدته التي علّمته قيمة الشياكة، وصديق رحل مبكراً كان شريكه في البداية.

لم يكتفي أرماني بالموضة فقط، حيث افتتح فنادق، وأطلق عطور من أشهرها "أكوا دي جيو"، صمّم أزياء لأكثر من 100 فيلم، ولبّس المنتخب الإيطالي لكرة القدم.

وحياة "أرماني" الشخصية لم تكن مليئة بالناس من حوله، لكن الذي بناه فضل ممتد وملهم.
حيث أن أرماني ليس فقط مصمم أزياء، بل هو رمز للتحول من البدايات المتواضعة لأعلى قمم الثراء والنجاح.

رحلة أرماني في الحياة انتهت أمس.. لكنها تركت وراءها حكاية نتعلم خلالها إن الثروة ليست مجرد أموال لكنها إصرار، استقلال، ورغبة في أن تترك بصمة تظل موجودة بعدك.

تم نسخ الرابط