عاجل

خبير اقتصاد يكشف سبب ارتفاع أسعار الذهب .. ويوجه رسالة تحذير !

الدكتور أيمن غنيم
الدكتور أيمن غنيم

أكد الدكتور أيمن غنيم، الخبير الاقتصادي، أن الذهب حقق مستويات قياسية مرتفعة خلال عام 2025، إذ تجاوز السعر 3,500 دولار للأونصة، مسجلًا ارتفاعًا يزيد على 34% منذ مطلع العام، هذا التفاعل الشديد مع سوق الذهب يكشف عن المخاوف المتراكمة بشأن التضخم، وتقلب سياسة الاحتياطي الأمريكي، وتراجع قيمة الدولار.

وأضاف "غنيم" في تصريح خاص لـ"نيوز روم"، أن التوترات الجيوسياسية وتآكل الثقة في المؤسسات المالية التقليدية زادت الطلب على الذهب كملاذ آمن، وهو ما أظهرته بيانات شراء الاحتياطات المركزية من الذهب بقوة، لاسيما في الصين والهند وروسيا وأوروبا الشرقية، حيث بات الذهب جزءًا متينًا من استراتيجيات التنويع الاحتياطي .

سوق الذهب يكشف عن المخاوف المتراكمة بشأن التضخم

وأشار الخبير الاقتصادي، إلى أن تحول الاحتياطيات الرسمية النقدية، حيث تجاوزت الذهب حصة اليورو في المحافظ، بات دليلًا على توجه عالمي نحو تقليص الاعتماد على سندات الخزانة الأمريكية، في ظل ضعف في الجدوى المالية والشكوك السياسية.

وأوضح، أن انخفاض عائدات السندات طويلة الأجل وتراجع الدولار قلص الفوائد المحتملة لأموال الاحتياط التقليدية، مما زاد من جاذبية الذهب رغم عدم تحقيقه لأرباح نقدية؛ لكن الاستثمار فيه يعزز من الحماية ضد التضخم والسيولة.

الاستثمار فيه يعزز من الحماية ضد التضخم والسيولة

وتابع: "أن موجة الانتعاش في أسعار الذهب ليست فقط من المستثمرين الكبار، بل ظهرت في السوق المصرية أيضًا، حيث تجاوز سعر جرام الذهب (21 قيراط) 4,600 جنيه مصري، بارتفاع تجاوز 30% مقارنة بالعام الماضي، نتيجة ضغوط العملة المحلية وتزايد الطلب كتحوط ضد الانخفاض.
وشدد "غنيم"، على ضرورة الحذر من المضاربات، حيث إن الذهب رغم استقراره النسبي، إلا أن ارتفاعه السريع يفتح الطريق لتقلبات حادة في الأسواق، بالإضافة إلي ذلك الضغط من المضاربين الذين يستهدفون جني أرباح سريعة، مما قد يعرض المستثمرين غير المحترفين لضياع مالهم إذا تراجع السعر فجأة.

 

وخلال الأيام الماضية، شهدت الأسواق العالمية تقلبات واسعة نتيجة بيانات اقتصادية أمريكية تشير إلى تباطؤ في النمو، مما عزز التوقعات بأن الفيدرالي الأمريكي قد يتجه لتثبيت أسعار الفائدة لفترة أطول.

هذا التوجه يرفع من شهية المستثمرين نحو الذهب، لأنه في تلك الحالة يصبح أكثر جاذبية من السندات أو الودائع البنكية التي ترتبط بشكل مباشر بمستويات الفائدة. أضف إلى ذلك التوترات الجيوسياسية المستمرة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية، والتي عادة ما تدفع رؤوس الأموال للتحول نحو الأصول الآمنة وعلى رأسها المعدن النفيس.

العلاقة العكسية بين الذهب والدولار الأمريكي لا تزال هي اللاعب الأساسي،  ففي الوقت الذي تراجع فيه مؤشر الدولار أمام سلة من العملات الرئيسية، وجد المستثمرون فرصة للدخول في سوق الذهب، هذا التراجع يعزز من قيمة الذهب المقوّم بالدولار، لأنه يصبح أقل تكلفة لحاملي العملات الأخرى.

التوقعات الخاصة بمسار الفائدة عالميًا تضيف مزيدًا من الضغط على العملة الأمريكية. فإذا استمر الحديث عن تخفيض تدريجي للفائدة في 2026، فإن أسعار الذهب مرشحة للبقاء عند مستويات قوية أو حتى تسجيل قمم تاريخية جديدة.

في مصر، انعكس الارتفاع العالمي على السوق المحلية بصورة فورية، حيث قفزت أسعار الجرامات بمستويات ملحوظة، تجار الذهب أكدوا أن هناك زيادة في الطلب على السبائك والجنيهات، في الوقت الذي تراجع فيه الإقبال على المشغولات الذهبية المرتبطة بمواسم الزواج نظرًا لارتفاع التكلفة.
 

تم نسخ الرابط