عاجل

الهلال الأحمر الفلسطيني: الإجراءات الإسرائيلية تفاقم الأزمة الإنسانية في غزة

الهلال الأحمر الفلسطيني
الهلال الأحمر الفلسطيني

قال رائد النمس، مدير إعلام الهلال الأحمر الفلسطيني، إن الإجراءات التي تفرضها سلطات الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة تهدف بشكل مباشر إلى تعميق المعاناة الإنسانية للسكان، مشيرًا إلى أن تبعات هذه الممارسات لا تتوقف عند حدود الأزمات اليومية، بل تمتد لتسفر عن خسائر بشرية ومادية جسيمة تطال مئات العائلات في مختلف مناطق القطاع.

وأوضح أن ما يجري على الأرض يعكس سياسة ممنهجة لإضعاف قدرة المجتمع الفلسطيني على الصمود، عبر فرض قيود مشددة تعيق الحياة اليومية وتفاقم الظروف القاسية التي يعيشها السكان منذ شهور طويلة.

أعباء ثقيلة على القطاع الصحي

وأضاف النمس، خلال مداخلة عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن هذه السياسات الإسرائيلية ألقت بظلالها الثقيلة على مقدمي الخدمات الصحية والإسعافية، وفي مقدمتهم طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني، التي تواجه تحديات غير مسبوقة في ظل النقص الحاد في الموارد الطبية والإمكانات التشغيلية.
وأكد أن المستشفيات ومراكز الإسعاف تعاني عجزًا خطيرًا في الأدوية والمستلزمات، في الوقت الذي يزداد فيه عدد المصابين والجرحى جراء القصف المستمر، ما يضع الفرق الطبية أمام معضلة إنسانية كبرى تتمثل في استحالة الاستجابة لاحتياجات جميع المرضى والجرحى.

النزوح القسري وظروف معيشية كارثية

وأشار النمس إلى أن الاحتلال يُجبر مئات الآلاف من العائلات الفلسطينية على النزوح القسري نحو المناطق الجنوبية في قطاع غزة، رغم أن هذه المناطق تعاني مسبقًا من أوضاع معيشية بالغة الصعوبة.
وأوضح أن الواقع في الجنوب يشمل انعدام الأمن الغذائي، ونقصًا حادًا في الأدوية والعلاجات الأساسية، إضافة إلى غياب وسائل النقل والمواصلات، ما يجعل رحلة النزوح أشبه بمعاناة جديدة تُضاف إلى سجل طويل من الأزمات.

خرق للقانون الدولي الإنساني

وشدد مدير إعلام الهلال الأحمر على أن ما يحدث في غزة لا يعد مجرد أزمات داخلية، بل يمثل خرقًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني، الذي ينص على حماية المدنيين في أوقات النزاعات، وضمان وصول المساعدات الإنسانية دون قيود.
وأكد أن هذه الانتهاكات تضاعف من الأعباء الصحية والإنسانية على السكان العُزّل، وتعيق عمل المنظمات الإغاثية، التي تجد نفسها عاجزة أمام حجم الكارثة الإنسانية المتفاقمة.

صمود رغم التحديات

ونوّه النمس إلى أن طواقم الهلال الأحمر الفلسطيني ما زالت تواصل تقديم خدماتها في ظروف شديدة الخطورة، رغم القصف المتواصل والقيود المفروضة على إدخال المعدات الطبية.
وقال: «الاحتلال يمنع دخول الإمدادات ويحاصر السكان ويمنع الوصول إلى المحتاجين، ومع ذلك نحاول أن نبقى صامدين ونقدّم الحد الأدنى من الخدمة»، مشيرًا إلى أن استمرار هذه الظروف يهدد بانهيار كامل للمنظومة الصحية في القطاع إذا لم يتم التدخل العاجل.

تم نسخ الرابط