الليث بن سعد.. لماذا لجأت الإفتاء لفكر المجدد المصري في ترسيخ فقه التعايش؟|خاص

أطلقت دار الإفتاء المصرية مركز الإمام الليث بن سعد لفقه التعايش ويهدُف المركز إلى إحياء تراث الإمام الليث بن سعد عبر نشر أعماله وتنظيم ندوات تناقش أفكاره ومنهجه، إلى جانب تعزيز الفقه الوسطي المصري وترسيخ مبادئ التعايش والسلام.
إحياء تراث الإمام الليث بن سعد
يقول الدكتور نظير عياد مفتي الجمهورية في تصريحات خاصة لـ «نيوز رووم»، إن إطلاق "مركز الليث بن سعد لفقه التعايش" يأتي تأكيدًا على التزام دار الإفتاء المصرية بخطاب ديني منفتح، ينهض على الاعتراف بالتعدد والاختلاف الإنساني والديني والثقافي كجزء من سنن الله في الكون.
وتابع: اختيار اسم الإمام الليث بن سعد لم يكن عشوائيًا، بل لأنه يمثل مدرسة فقهية مصرية اتسمت بالمرونة والانفتاح على واقع الناس، حيث كان فقيها عابرا للجغرافيا، جامعا بين العلم والرحمة، ومن هنا يهدف المركز إلى إحياء فقه التعايش كمسار علمي ومؤسسي ينتج دراسات، ويوفر برامج تدريبية، ويطور أدوات فقهية معاصرة تسهم في بناء مجتمعات متصالحة لا متنازعة، انطلاقا من مرجعية شرعية أصيلة، ومنفتحة في الوقت نفسه على مبادئ المواطنة، والسلم، والعدالة.
نموذج فكري راقٍ يؤكد روح العلم والانفتاح والفقه العميق
كان قد أعلن وزير الأوقاف الدكتور أسامة الأزهري، عن إطلاق برامج تدريبية متكاملة للدعاة والدارسين والباحثين، لدراسة شخصية وعلم الإمام الليث بن سعد، والوقوف على منهجيته العلمية الرائدة، مشيرًا إلى أن الوزارة ستعكف على تقديم حلقات وبرامج ومؤلفات، وإعداد كوادر علمية، وعقد حلقات نظاميّة لإحياء علوم الليث بن سعد -رحمه الله تعالى.
وأكد أن إحياء تراث الإمام الليث بن سعد ليس مجرد استذكار لسيرة عالم فذ، بل هو استعادة لمنهج الوسطية والاعتدال، وإبراز لنموذج فكري راقٍ يؤكد روح العلم والانفتاح والفقه العميق، وهو ما تحتاجه الأمة اليوم لمواجهة التحديات الفكرية المعاصرة، وترسيخ قيم التسامح والتعايش.
إطلاق اسم الإمام الليث بن سعد على مسجد ماسبيرو
يأتي إطلاق اسم الإمام الليث بن سعد على مسجد ماسبيرو بداية لسلسلة من الفعاليات والبرامج العلمية والإعلامية التي تهدف إلى تقديم منهجية هذا الإمام العظيم، وترسيخ فكره الوسطي المعتدل، ليكون منارةً للأجيال القادمة في فهم الدين والتفاعل الإيجابي مع قضايا العصر.