على رأسهم رئيس الأركان.. مسؤولون إسرائيليون يطالبون بإبرام اتفاق مع حماس

بينما يجري جيش الاحتلال استعداداته الأخيرة لشنّ هجوم بري ضخم على مدينة غزة لاحتلالها وتهجير سكانها، من خلال إصدار أوامر استدعاء إلى نحو 60 ألف جندي احتياط، لا تزال الأصوات «الأكثر عقلانية» بين المسؤولين الإسرائيليين تحاول إثناء رئيس الحكومة اليمينية المتطرفة، بنيامين نتنياهو، عن المضي قدمًا، وتطالب بتوقيع اتفاق لوقف إطلاق النار مع حركة حماس.
وقف إطلاق نار مؤقت بدلًا من توسيع الحرب
وبحسب صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية، فإن عددًا من كبار المسؤولين الأمنيين والوزراء الإسرائيليين، من بينهم رئيس أركان جيش الاحتلال إيال زامير، ورئيس جهاز الموساد ديفيد برنياع، ووزير الخارجية جدعون ساعر، يؤيدون وقف إطلاق نار مؤقت مع حركة حماس بدلًا من توسيع الحرب.
وجاء ذلك خلال اجتماع لمجلس الوزراء الأمني استمر ست ساعات مساء الأحد، حيث حذّر رئيس الأركان الإسرائيلي إيال زامير نتنياهو وكبار الوزراء الحاضرين من أن العملية قد تؤدي إلى فرض حكم عسكري إسرائيلي مباشر على غزة.
وقال مسؤولون إسرائيليون ، إن رئيس جهاز المخابرات «الموساد» ديفيد برنياع، ووزير الخارجية جدعون ساعر، أعربا أيضًا في الأسابيع الأخيرة عن ترددهما في المضي قدمًا بالهجوم على مدينة غزة.
وأشار هؤلاء المسؤولون إلى أنهم، إلى جانب زامير، طالبوا بالسعي إلى اتفاق وقف إطلاق نار مع حماس من شأنه أن يؤدي إلى إطلاق سراح بعض الرهائن الإسرائيليين المتبقين في غزة على الأقل.
وفي سياق متصل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي في وقت متأخر من مساء الخميس عن سيطرته على نحو 40% من مساحة مدينة غزة، تمهيدًا للمعركة الكبرى التي يحضّر لها في المدينة، والتي تأتي في إطار عملية «عربات جدعون 2» الهادفة إلى إنهاء أي وجود مقاوم فيها وتهجير سكانها ومن ثم احتلالها، وفق ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية.
توعّد بتكثيف العمليات
وقال الناطق باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي، العميد إيفي ديفرين، في بيان مصوَّر: «نحن نسيطر اليوم على 40 في المائة من مدينة غزة.. وستستمر العملية في التوسع والتكثف في الأيام المقبلة»، مضيفًا: «سنزيد الضغط على حركة حماس حتى هزيمتها».
وأشار ديفرين إلى أن قوات الاحتلال اقتربت من السيطرة على نصف المدينة الواقعة شمال قطاع غزة، والتي تضم نحو مليون فلسطيني، نزح معظمهم تحت وقع القصف الإسرائيلي المستمر والكثيف، بينما يُقدَّر عدد من بقوا بين 70 و80 ألفًا وفق التقارير الإعلامية، فيما تتوقع إسرائيل أن يصل العدد إلى نحو 200 ألف.
وتخطط إسرائيل لكسر عزيمة من أصرّوا على البقاء في المدينة رغم إعلانها منطقة قتال واستمرار القصف عليها، عبر فرض حصار مطبق وتجويع جماعي لمن لم ينصاعوا لأوامر النزوح.