نضال الشافعي يكشف أسرار حياته العائلية لأول مرة بعد وفاة زوجته

في حوار مؤثر كشف الفنان نضال الشافعي عن تفاصيل خاصة من حياته الشخصية لأول مرة، متحدثًا عن زوجته الراحلة الفنانة هند علي التي رحلت عن عالمنا منذ أربعة أشهر فقط، تاركة خلفها فراغًا كبيرًا في حياته وحياة أبنائه. 

قصة حب أبدية

وبدأ الشافعي خلال لقائه في برنامج "ورقة بيضا" الذي تقدمه الإعلامية يمني بدراوي في موسمه الثالث على قناة النهار، والذي يُعرض مساء كل خميس، حديثه عن زوجته الراحلة بملامح حزينة وصوت يحمل الكثير من الشجن، قائلاً: "لم أستطع التعامل مع إحساس الفقد، خاصة أن زوجتي لم تكن مجرد شريكة حياة، بل كانت صديقة مقربة ورفيقة درب منذ سنوات طويلة. تعرفت عليها منذ كانت في الصف الثاني الإعدادي، ونشأت بيننا قصة حب كبيرة، كانت أقوى من الظروف والصعاب."

وأكد الشافعي أن علاقته بزوجته لم تكن علاقة تقليدية، بل كانت علاقة استثنائية مليئة بالتفاهم والدعم المتبادل: "هند لم تكن زوجة فقط، بل كانت سندي الحقيقي في كل خطوة. لم تتركني لحظة، وكانت دائمًا حائط الصد أمام أي أزمة مررت بها."

صدمة الرحيل المفاجئ

وعن وفاتها المفاجئة، قال الفنان: "جاءت وفاتها بشكل غير متوقع تمامًا، كأنني فقدت حياتي كلها دفعة واحدة. لم أفقد نصفًا مني فحسب، بل فقدت عالمي كله. كانت تحمل عني أعباء كثيرة، وتخلت عن طموحاتها وأحلامها فقط لتقف بجانبي وتدعمني."

وأضاف الشافعي بابتسامة حزينة: "أول ما سأفعله حين أراها في العالم الآخر أنني سأعاتبها بشدة لأنها رحلت وتركتني رغم أننا اتفقنا أن نكمل حياتنا معًا. مسلسل (كتالوج) ناقش تفاصيل الحياة بعد الوفاة بدقة، لكنني لم أكن أتصور أن أعيش هذه القسوة في الواقع."

الأسرة قبل الانكسار

أوضح الشافعي أنه رغم حزنه العميق، لم يكن أمامه رفاهية الانكسار: "كان عليّ أن أتماسك بسرعة. بعد عشرة أيام فقط من وفاتها، أصريت أن يعود أبنائي إلى مدارسهم وأن تستمر حياتنا بشكل طبيعي. حاولت أن أجمع شمل الأسرة بسرعة، حتى لا يشعروا باليتم النفسي."

ورغم تعلقه الشديد بزوجته، ما زال يشعر بوجودها حوله: "أتحدث إليها يوميًا وكأنها ما زالت هنا. أشعر بروحها ترافقني في كل مكان، حتى في أوقات غضبي أتخيل أنني أتشاجر معها."

زوجة استثنائية

تحدث الفنان عن الدور الكبير الذي لعبته زوجته في حياته الفنية والشخصية: "هند لم تكن مجرد ربة منزل، بل كانت شريكة نجاح حقيقية. لولا دعمها ومساندتها لما وصلت إلى أي مكان. تحملت الكثير وضحت بأحلامها لتقف إلى جانبي."

أما عن مستقبل أبنائه، فقد حسم موقفه بوضوح: "رغم أن أولادي يملكون موهبة فنية وحسًا عاليًا، إلا أنني لا أتمنى أن يدخلوا المجال الفني. أشعر أن هذا المجال قاسٍ جدًا، وأنا ضعيف أمامهم، ولن أتحمل أن يواجهوا الصعوبات نفسها."

صعوبات وتحديات قاسية

وروى تفاصيل أصعب تجربة صحية مر بها: "واجهت أزمة كبيرة في عملي جعلتني أحزن بشدة، حتى وصل الأمر إلى إصابتي بانفجار القولون. دخلت في غيبوبة وكانت حالتي الصحية حرجة للغاية. قال لي الأطباء إنني نجوت بمعجزة من الله. هذه التجربة غيّرتني تمامًا وجعلتني أكثر إيمانًا بقيمة الصحة والحياة."

وأضاف أنه قبل دخول الوسط الفني بثلاث سنوات فقط، كان قد قرر اعتزال الفن نهائيًا:
"كنت أرى أن المجال لن يعطيني الفرصة الحقيقية. لكن لقاء صدفة مع المخرج خالد جلال غيّر كل شيء. شجعني على الاستمرار وأصرّ أن يراني في مكانة فنية مميزة. هذه اللحظة كانت نقطة تحول حقيقية في حياتي."

بداية فنية مختلفة

ينتمي الشافعي إلى عائلة متوسطة الحال، وهو ما ساعده في فهم طبيعة الناس وقصصهم:
"أنا من أصل منوفي لكنني ولدت بالقاهرة. نشأت في بيئة شعبية جعلتني أتعرف على شخصيات متنوعة، وهو ما ساعدني في تجسيد أدواري بصدق."

وأشار إلى أن شخصية "فضل" في فيلم الجزيرة كانت مستوحاة من أحد جيرانه في منطقة أبو قتادة:
"كنت أراقب شخصيات كثيرة حولي منذ طفولتي، وهو ما ساعدني في بناء أدواتي كممثل. فضل في (الجزيرة) شخصية حقيقية عشت معها سنوات."

عادل إمام والأبوة الفنية

وأشاد نضال الشافعي بالنجم الكبير عادل إمام، مؤكدًا أنه أحد أسباب نجاح أجيال من الفنانين:
"الزعيم ليس مجرد ممثل، هو حالة فنية نادرة خلال تصوير مسلسل (فرقة ناجي عطا الله)، كان يعاملنا جميعًا كأبنائه. هذه البساطة والتواضع سر من أسرار عظمته."

كما تحدث عن علاقته بالفنان محمد إمام:
"محمد بمثابة أخ لي. دائمًا ما ينصحني ويدعمني. علاقتنا تجاوزت حدود العمل وأصبحت صداقة حقيقية."

كشف نضال الشافعي عن جانب إنساني عميق في شخصيته، وعن رحلة طويلة من التحديات والنجاحات التي خاضها برفقة زوجته الراحلة، التي كانت سببًا رئيسيًا في نجاحه، وعن حبه الكبير لعائلته، وتمسكه بقيم الأصالة والبساطة. كلمات الفنان جاءت لتؤكد أن خلف النجومية هناك قصص إنسانية مؤلمة، وأن الصبر والإرادة هما مفتاح النجاح في مواجهة المحن.