أحمد كمال: تأثير الفن الإيجابي في حياة الناس هدف الفنان الأسمى والرسالة الكبرى

أكد الفنان أحمد كمال أن حياته الفنية مبنية على جودة الأعمال أكثر من كثرة الظهور، مشيراً إلى أن هذا النهج ليس وليد الصدفة، بل تعلمه منذ أيام دراسته الجامعية، حيث بدأ يتعلم معنى المسؤولية الشخصية والفنية.
وأضاف كمال أن اختيار الأعمال بعناية هو جزء من احترامه لنفسه أولاً، ولجمهوره ثانياً، مشيراً إلى أن الفنان الذي يركز على الكم على حساب الجودة، قد يحصل على شهرة مؤقتة، لكنه يفقد المصداقية والاحترام على المدى الطويل.
وأوضح كمال أن هذا الأسلوب في اختيار الأعمال الفنية ساعده على بناء مسيرة مستقرة، حيث يكون كل عمل يحمل رسالة أو تأثيراً إيجابياً على المتلقي، لا مجرد ظهور أو دور لملء جدول الأعمال.
ولفت إلى أن المسؤولية تبدأ من الذات، وأن الفنان الجاد يعرف حدود طاقته ويختار الأعمال التي يستطيع أن يضيف فيها قيمة حقيقية، بعيداً عن الدور السطحي الذي لا يقدم جديداً.
الفن مسؤولية كبيرة
واعتبر أحمد كمال أن الفن مسؤولية عظيمة، لأنه يتعامل مع عقول ومشاعر الناس، وليس مجرد ترفيه عابر.
وأكد أن الفنان عليه أن يكون واعياً لتأثيره على المتلقي، وأن يدرك أن عمله قد يشكل ثقافة أو اتجاهًا لدى الجمهور. وقال: "الفن ليس مجرد ترفيه، بل له القدرة على تغيير الفكر والمشاعر، لذا يجب أن يكون الفنان على قدر المسؤولية".
وأشار إلى أن احترام هذه المسؤولية يبدأ بالتحضير الجيد للأدوار، وفهم الشخصية التي يقدمها، وتأثيرها على الناس، مؤكداً أن الفن الحقيقي يعكس وعي الفنان وقيمه، ويجب أن يكون وسيلة لتعزيز الإيجابيات في المجتمع.
وأضاف أن الفنان الذي يتجاهل هذا البعد، قد يقع في فخ الأعمال السطحية التي تستهلكه هو قبل أن تؤثر على جمهوره.
احترام عقلية الجمهور
شدد كمال على أهمية احترام عقلية الجمهور وذكائه، لافتاً إلى أن المتفرج ليس مجرد متلقٍ سلبي، بل لديه القدرة على التمييز بين الأعمال الجيدة وتلك التي لا تقدم جديداً.
وقال: "لا يجب أن نعامل الجمهور كطلاب والسينما أو التلفزيون كمدرسة، فالمتفرج في بعض الأحيان يعلم أكثر مما نتخيل، ويمكنه أن يقدم لنا ملاحظات قيمة".
وأوضح أن التواصل مع الجمهور لا يقتصر على الأعمال الفنية فحسب، بل يشمل الاستماع إلى آرائهم في الشارع والأماكن العامة، حيث يمكن للفنان أن يتعلم الكثير من ردود الفعل والملاحظات اليومية، مؤكداً أن الجمهور يتمتع بحس نقدي عالي ويستطيع التفريق بين ما هو صادق وما هو تافه.
التعلم من الناس
أشار الفنان إلى أن التعلم من الناس جزء أساسي من مهنة الفنان، مضيفاً أن الفنانين الذين لا يملكون حس المسؤولية لا يستفيدون من هذه الملاحظات.
وقال: "عندما نسمع الناس، نجد أنهم يفهمون أكثر منا أحياناً، رغم تعرضهم لأعمال كثيرة غير ذات قيمة، لكن لديهم القدرة على تقييم الجودة والصدق الفني".
وأضاف أن هذا التعلم المستمر من ردود فعل الجمهور يساعد الفنان على تحسين أدائه الفني، واختيار المشاريع التي تتناسب مع قدراته وقيمه، ويجنب الفنان الوقوع في أعمال قد تضر بمسيرته أو بسمعته أمام جمهوره، كما أكد أن العلاقة مع الجمهور ليست أحادية، بل حوار مستمر يبني الثقة والاحترام المتبادل.
الشهرة ليست معياراً
أوضح كمال أن الشهرة والأموال ليست معياراً للنجاح، وقال: "العالم مليء بمن يتمتعون بشهرة كبيرة، لكن ليس كل منهم يستحق الاحترام، وبعضهم حتى أشرار ويحققون شهرة واسعة"، ولفت إلى أن الفنان الحقيقي لا يبحث عن الشهرة السريعة، بل عن التأثير الإيجابي والأثر الحقيقي في حياة الناس.
وأشار إلى أن كثيراً من الفنانين يخلطون بين الشهرة والنجاح، بينما النجاح الحقيقي يكمن في رضا الفنان عن عمله والشعور بالمتعة والاطمئنان أثناء أدائه.
وأكد أن العمل الفني الذي يترك بصمة في ذاكرة الجمهور ويحفز خيالهم، هو النجاح الحقيقي الذي لا يزول مع الوقت.
المتعة في العمل
ويرى أحمد كمال أن النجاح يكمن في الشعور بالمتعة أثناء العمل، حيث يجب أن يكون الفنان مطمئناً أن ما يقدمه سيصل إلى الناس ويترك أثره.
وأضاف أن هذه المتعة لا تأتي من الشهرة أو المال، بل من الرضا الداخلي والإحساس بأن العمل يستحق الجهد ويضيف قيمة حقيقية للمجتمع.
وأشار إلى أن الفنان يجب أن يختار الأعمال التي تشعل حواسه وتثير خياله، لأن هذه الطاقة الإبداعية هي التي تصل للجمهور، وتجعل المشاهد يتفاعل مع العمل بطريقة طبيعية وممتعة.
وأضاف أن الإبداع والمتعة مرتبطان بالمسؤولية والوعي الفني، وأنهما أساس استمرار الفنان في تقديم الأفضل.
التأثير الإيجابي للفن
وشدد أحمد كمال على أن الفن قادر على التأثير الإيجابي في حياة الناس، مشيراً إلى أن دور الفنان لا يقتصر على الترفيه، بل يشمل توعية الجمهور وإلهامه وتحفيزه على التفكير النقدي.
وقال: "الفنان الجاد يشعر بأن رسالته تصل إلى الناس، وأن عمله يحفز خيالهم ويجعل حواسهم تتفاعل مع الفن".
وأكد أن هذا التأثير الإيجابي هو الهدف الأسمى لأي فنان، موضحاً أن العمل الفني الجيد يترك أثراً طويل الأمد في المجتمع، ويعكس وعي الفنان وقيمه واهتمامه بجمهوره، مشيراً إلى أن الفنان الذي يسعى فقط للمال أو الشهرة، لن يصل أبداً إلى هذا المستوى من النجاح الحقيقي.