ما تداعيات تراجع نتنياهو عن طرح ملف ضم الضفة بعد التهديد الإماراتي؟

قالت الدكتورة تمارا حداد، الباحثة السياسية الفلسطينية، إن تراجع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو عن طرح ملف ضم الضفة الغربية على جدول أعمال الحكومة، جاء نتيجة تراكم عدة عوامل أمنية وسياسية ودبلوماسية معقدة.
وأوضحت الدكتورة تمارا حداد في تصريح خاص لموقع نيوز رووم، أن الملف الأمني لعب دورًا رئيسيًا في هذا التراجع، مشيرة إلى وجود تقديرات استخباراتية إسرائيلية تؤكد أن أي خطوة لضم الضفة الغربية ستؤدي إلى تصاعد العمليات الفردية أو الجماعية ضد الاحتلال، ما قد يسبب حالة عدم استقرار أمني داخلي خطير.
وأضافت حداد: "الوضع الاقتصادي المتدهور في الضفة، والفقر والبطالة واليأس، كلها عوامل قد تؤدي إلى انفجار مفاجئ، وتحرك شعبي سري أو علني"، مؤكدة أن الأجهزة الأمنية والعسكرية الإسرائيلية قدمت تحذيرات صريحة تفيد بأن الضفة لن تبقى هادئة إذا تم تنفيذ الضم، وأن الاستقرار الحالي "هو هدوء هش"، وقد ينهار في أي لحظة.
تمارا حداد: ملف الضم يشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن إسرائيل
وفي الجانب السياسي، أشارت حداد إلى أن ملف الضم يشكل تهديدًا حقيقيًا لأمن إسرائيل القومي، ولتماسك التحالف الحكومي الإسرائيلي، موضحة أن هناك انقسامًا داخليًا، خصوصًا مع إصرار وزير المالية واليميني المتطلاف بتسلئيل سموتريتش على ضم أكثر من 82% من أراضي الضفة، وهو ما يضع نتنياهو في مأزق داخلي.
ولفتت حداد إلى أن الضغط الإقليمي كان حاسمًا، خاصة من قبل الإمارات العربية المتحدة، التي اعتبرت أن ضم الضفة "خط أحمر"، لما له من تداعيات خطيرة على اتفاقيات أبراهام، والتي كانت الإمارات أول من وقّع عليها عام 2020.
وأضافت: "الضم يمس بجوهر الاتفاقيات ويقوض مسار التكامل الإقليمي"، مؤكدة أن موقف الإمارات جاء عبر وزارة خارجيتها، ويعكس توجهًا استراتيجيًا وليس مجرد موقف دبلوماسي.
كما أشارت إلى أن مصر والأردن أيضًا عبّرتا عن رفضهما الواضح لخطوة الضم، لما لها من آثار على أمن المنطقة واستقرارها، في حين صدرت تحذيرات أمريكية وأوروبية مشابهة تؤكد أن الضم سيؤدي إلى عزلة سياسية ودبلوماسية لإسرائيل، ويدمر أي فرصة لحل الدولتين.

هل التراجع مناورة تكتيكية؟
وشددت حداد على أن تراجع نتنياهو لا يجب اعتباره مناورة تكتيكية فقط، بل يجب أن يشكل مدخلًا لحل سياسي شامل، قائلة: "المطلوب الآن هو التفكير بحلول استراتيجية تنهي الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، وتؤسس لدولة فلسطينية مستقلة، في إطار جهد فلسطيني داخلي وتنسيق عربي وإقليمي ودولي".
وختمت حداد بأن تراجع نتنياهو يأتي نتيجة أسباب أمنية وقانونية ودولية، ويعكس أن فرض السيادة الإسرائيلية على الضفة الغربية غير قانوني ومرفوض شعبيًا وإقليميًا ودوليًا، وأن أي محاولة للضم ستفشل أمام الضغط المتزايد من جميع الأطراف المعنية بالاستقرار في المنطقة.