عاجل

عباس شراقي: سد النهضة حجز 100 مليار متر مكعب من مياه النيل خلال 5 سنوات

سد النهضة
سد النهضة

أكد الدكتور عباس شراقي، أستاذ الجيولوجيا والموارد المائية بجامعة القاهرة، أن البيان الصادر عن اجتماع آلية (2+2) لوزراء الخارجية والري في مصر والسودان شكّل نقطة تحول مهمة في مسار أزمة سد النهضة، إذ عكس وحدة الرؤية بين البلدين وحرصهما على مواجهة السياسات الأحادية التي تتبعها إثيوبيا في ملف السد.


وأوضح شراقي، خلال مداخلة هاتفية ببرنامج «خط أحمر» على قناة «الحدث اليوم»، أن هذا الاصطفاف المصري–السوداني أزعج العديد من الأطراف، ما دفع البعض إلى بث شائعات عن وجود اتفاق ثنائي بين الخرطوم وأديس أبابا، في محاولة لتقويض قوة الموقف العربي والإقليمي الداعم لمصر والسودان.

 

سياسة الأمر الواقع

شدد أستاذ الموارد المائية على أن القاهرة والخرطوم لا ترفضان التنمية في إثيوبيا، بل يرفضان الأسلوب الأحادي وفرض سياسة الأمر الواقع في إدارة مياه النيل الأزرق. 

 

وأضاف أن دعوة إثيوبيا لمصر والسودان لحضور افتتاح السد تمثل استفزازًا سياسيًا، خاصة أن البلدين تقدما في وقت سابق بشكاوى رسمية لمجلس الأمن اعتراضًا على هذه الممارسات، وهو ما يؤكد جدية التحرك المصري–السوداني.

 

أضرار جسيمة بدولتي المصب

استعرض شراقي أبرز النقاط التي تضمنها البيان المشترك، مشيرًا إلى أنه اعتمد على بيانات وأرقام دقيقة توضح الأضرار التي لحقت بمصر والسودان خلال السنوات الخمس الماضية. وكشف أن إثيوبيا قامت بتخزين نحو 100 مليار متر مكعب من المياه خلف سد النهضة، أي ما يعادل ضعف حصة مصر السنوية من مياه النيل تقريبًا.

 

تأثير مباشر على السودان

وأوضح شراقي أن السودان تكبّد أضرارًا واضحة منذ بدء التخزين، إذ توقفت محطات مياه الشرب خلال السنة الأولى بسبب انخفاض منسوب النيل الأزرق. كما شهدت سدود السودان، وعلى رأسها سد الروصيرص، اضطرابات خطيرة نتيجة قرارات أحادية اتخذتها إثيوبيا بفتح أربع بوابات من سد النهضة فجأة ثم إغلاقها دون تنسيق، ما تسبب في إرباك منظومة تشغيل السدود السودانية.

 

تهديد إثيوبي خطير

وأشار الخبير المصري إلى أن السودان أصبح في مرمى تهديد مباشر، إذ تمتلك إثيوبيا القدرة على إحداث فيضانات مدمرة بمجرد التحكم في فتح أو إغلاق البوابات، دون الحاجة لاستخدام أي وسائل عسكرية، وهو ما يمثل ضغطًا سياسيًا وأمنيًا كبيرًا في ظل استمرار الخلافات الحدودية بين البلدين.

 

تجاهل اتفاقيات تاريخية

ولفت شراقي إلى أن السياسات الإثيوبية تمثل انتهاكًا صارخًا للاتفاقيات التاريخية المنظمة لاستخدام مياه النيل، مؤكدًا أن بناء سد النهضة وتخزين المياه بهذه الكميات الضخمة دون اتفاق مع دولتي المصب يُعد تجاوزًا لكل الأعراف الدولية، ودعا المجتمع الدولي إلى تحمل مسؤولياته، وضمان حماية الأمن المائي لكل من مصر والسودان.

 

تحرك دبلوماسي مكثف

وأكد أن البيان المصري–السوداني يعكس توافقًا تامًا في الرؤية، ويعطي رسالة واضحة للمجتمع الدولي بأن القاهرة والخرطوم متمسكتان بحقوقهما المائية ولن تتنازلا عنها. وأضاف أن المرحلة المقبلة ستشهد تحركات دبلوماسية مكثفة على المستويين العربي والدولي، بهدف الضغط على إثيوبيا للجلوس على مائدة التفاوض والوصول إلى اتفاق ملزم يضمن حقوق جميع الأطراف.

 

دعوة للتكاتف العربي

اختتم الدكتور عباس شراقي حديثه بالتأكيد على أن قضية سد النهضة ليست مجرد أزمة ثنائية، بل هي قضية عربية وإفريقية تمس الأمن القومي للمنطقة بأكملها. 

ودعا الدول العربية والإفريقية لدعم موقف مصر والسودان والعمل على حماية حقوق شعوب حوض النيل، مؤكدًا أن استمرار السياسات الأحادية سيؤدي إلى اضطرابات سياسية واقتصادية واسعة.

  

تم نسخ الرابط