رحل أحمد مصطفى زيزو عن نادي الزمالك بدون مقابل (ببلاش).. لتنتهي قصة العشق مع جماهير الفارس الأبيض وبات انتقاله المحتمل بقوة إلى الأهلي مسألة وقت، لحالة جدلية جديدة نعيشها بالوسط الرياضي المصري.
هذه الصفقة، التي انتهت بخسارة الزمالك لنجمه البارز، تطرح تساؤلات حول كفاءة إدارة النادي في التعامل مع ملفات اللاعبين الكبار خاصة وأن إدارة حسين لبيب كانت أمام فرصة ذهبية لبيع اللاعب وتحقيق استفادة مالية كبيرة، وسد العجز والعمل على تجديد عقود اللاعبين الآخرين، أو حتى لتجديد عقده بشروط مناسبة، بدلا من الانتظار حتى اللحظة الأخيرة للمساومة والقيل والقال ومحاولات في الوقت الضائع لإقناعه بالبقاء.
السؤال هنا هل لم تسمع إدارة نادي الزمالك عن المثل الشعبي القديم أن الزن على الودان أمر من السحر ؟! الذي يحمل في طياته معنى إقناع شخص ما بقبول فكرة معينة أو شىء يرفضه بمواصلة الحديث والتكرار للاستحواذ على عقل هذا الشخص وتفكيره بطريقة تكاد تشبه أساليب السحر وربما تتفوق عليها.
هذا هو ما اتبعه النادي الاهلي مع تأخر المجلس الأبيض في حسم مصير زيزو باستغلال الموقف لصالحه بالضغط المتواصل واعتماد خطة سياسة النفس الطويل واللعب من خلال لجانه ورجاله على أعصاب جماهير الزمالك العاشقة لللاعب ثم الانقضاض في الوقت المناسب للفوز بالصفقة بعد حسم كافة الأمور التعاقدية مع والده ومنحه مكافأة خيالية لإقناع إبنه بالتوقيع مقابل 100 مليون في الموسم وارتداء القميص الأحمر بخلاف ما سمعناه عن منحه 3 سيارات فاخرة وظهوره في حملة إعلانية كبرى للنادي..
من وجهة نظري، أن اللافت في هذه الصفقة، هو مدى التباين الواضح في أسلوب التفاوض بين الناديين، الأهلي كعادته يراقب من بعيد في هدوء بتخطيط محكم من خلال استغلال نقاط ضعف الزمالك وتحويلها إلى نقاط قوة لصالحه، في حين ظهر على إدارة الزمالك التردد وأنهم غير قادرين على اتخاذ القرارات الحاسمة منذ شهر يناير الماضى والذي منح اللاعب أحقية التوقيع لأي فريق بالفترة الحرة من عقده.
في النهاية، أعتقد أن إدارة الزمالك تتحمل مسؤولية كبيرة في هذه الخسارة، كان عليها أن تكون أكثر شفافية مع جماهيرها، وأن تحدد سقفاً مالياً واضحاً للتفاوض مع زيزو، بدلاً من ذلك، دخلت في دوامة من المساومات، التي أضاعت عليها فرصة الحفاظ على نجمها.
كلمة أخيرة.. يظل الزمالك بتاريخه العريق مهما مر عليه أصعب الأوقات والمحن لم يقف يوماً على لاعب، رحل نجوم كبار، وبقي النادي شامخاً، كيان كبير يعشقه الملايين ،ولكن رحيل زيزو يجب أن يكون درساً مستفادا حول أهمية التخطيط السليم والتفاوض المحترف في عالم كرة القدم.