من بياشينزا إلى هوليوود..رحلة ملك الأناقة جورجيو أرماني | صور

رحل مصمم الأزياء الإيطالي الشهير جورجيو أرماني، الملقب بـ”الملك جورجيو”، عن عمر يناهز 91 عامًا، تاركا خلفه إمبراطورية ضخمة وإرث خالد في عالم الموضة وأعلنت مجموعة أرماني الخبر في بيان رسمي قالت فيه: “ببالغ الحزن نودع مبدعنا ومؤسسنا، الذي ظل القوة الدافعة لشركتنا حتى آخر أيامه، وقد توفي بسلام محاطًا بأحبائه.”
 

تكريم عالمي بعد وفاته

وفور انتشار الخبرامتلئت وسائل الإعلام ومواقع التواصل برسائل التعازي والتكريم من نجوم الموضة والفن والرياضة حيث قالت مصممة الأزياء الإيطالية دوناتيلا فيرساتشي: “العالم فقد عملاقا اليوم. لقد صنع التاريخ وسيظل في الأذهان إلى الأبد.”

أما الممثلة الألمانية ديان كروجر التي ارتدت مرارا من تصاميمه فقد عبرت عن حزنها قائلة: “كان من أعظم الأشخاص والمعلمين الذين حظيت بفرصة العمل معهم.” فيما كتب النجم راسل كرو عبر منصة X: “العديد من اللحظات المهمة في حياتي كانت مع أرماني… ستعيش دائما في قلبي.”

كذلك نشر نادي يوفنتوس الإيطالي بيان ينعي فيه أيقونة الأناقة الإيطالية، بينما قال سائق الفورمولا 1 شارل لوكلير عبر إنستغرام: “تشرفت بلقاء شخص رائع كهذا. سنفتقدك يا جورجيو.”

مسيرة استثنائية من الطب إلى الموضة

ولد جورجيو أرماني في يوليو 1934 بمدينة بياشينزا شمال إيطاليا وبدأ حياته بدراسة الطب، لكنه سرعان ما تركه ليلتحق بعالم الأقمشة والألوان. عام 1975 أسس علامته الخاصة التي أحدثت ثورة في الأزياء، حيث ابتكر ما عرف بـ”البدلة الناعمة” التي جمعت بين الراحة والأناقة، وأصبحت لاحقا رمز للثقة والنجاح خاصة في هوليوود، حيث ارتدى الممثل ريتشارد جير تصاميمه في فيلم American Gigolo، مما رفع من مكانته عالميا.

إمبراطورية تمتد عبر العالم

لم يكن أرماني مجرد مصمم، بل كان رجل أعمال استثنائي رفض صفقات الاستحواذ الضخمة ليبقى متمسك باستقلاليته وتوسعت علامته لتشمل الأزياء الراقية والجاهزة، والعطور، ومستحضرات التجميل، والمفروشات، وحتى الفنادق الفاخرة مثل Armani Hotel Dubai، وبحلول 2025، قدرت قيمة إمبراطوريته بأكثر من 10 مليارات دولار، فيما بلغ عدد موظفي مجموعته أكثر من 9 آلاف شخص.

تأثير إنساني وثقافي

خلال جائحة كورونا تبرع أرماني بملايين اليوروهات للمستشفيات الإيطالية، وخصص مصانع شركته لإنتاج الملابس الطبية، مؤكدًا أن الموضة يمكن أن تكون أيضا التزام إنساني كما ارتبط اسمه بدعم مبادرات خيرية تخص الأطفال ومحاربة الإيدز.

ووزير الثقافة الإيطالي وصفه قائلا: “لقد حول الأناقة إلى لغة عالمية، وأعاد تعريف العلاقة بين الموضة والسينما والمجتمع.”

وحتى أيامه الأخيرة لم يتوقف أرماني عن العمل، فقد أشرف عن بعد على أحدث عروضه للأزياء الراقية في باريس صيف 2025، مؤكداً في تصريحاته: “العمل هو أفضل دواء.”