احتجاجات عائلات المحتجزين ضد تقاعس الحكومة.. هل بات عرش «نتنياهو» مهددًا

شهدت إسرائيل، مساء أمس الأربعاء، موجة جديدة من الاحتجاجات قادتها عائلات المحتجزين في قطاع غزة، وسط اتهامات مباشرة لحكومة بنيامين نتنياهو، بالتقاعس عن إنقاذ ذويهم.
وشهدت التظاهرة، التي نظمتها هيئة عائلات المحتجزين الإسرائيليين، مشاركة مكثفة من ذوي الجنود والمدنيين المحتجزين، وسط هتافات غاضبة.

وفي بيان شديد اللهجة، قالت هيئة عائلات المحتجزين إن الحكومة تتصرف ضد القيم الديمقراطية، وتحاول إسكات صوت الشارع عبر تجريم التظاهر، متهمة نتنياهو بعدم الجدية في إبرام صفقة تبادل أسرى.
واتهمت الهيئة، الحكومة الإسرائيلية بأنها "تعمل ضد الديمقراطية وتسعى لتجريم التظاهر"، مضيفة أن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو "غير مستعد لإبرام صفقة" تفضي إلى إطلاق سراح الأسرى.
نتنياهو يراهن على استمرار حرب غزة لتأجيل الانتخابات والنجاة سياسيًا

ومن جانبه، قال اللواء أركان حرب الدكتور وائل ربيع، مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يتعمد إطالة أمد الحرب في غزة كوسيلة لتأجيل الانتخابات المقبلة المقررة في أكتوبر، مشيرًا إلى أن فرصه وحلفائه من التيار اليميني المتطرف في الفوز باتت شبه معدومة في ظل حالة السخط الشعبي داخل إسرائيل.
وأوضح "ربيع" في تصريح خاص لـ"نيوز روم"، أن نتنياهو يرفض أي صفقات شاملة لوقف إطلاق النار أو تبادل الأسرى، ليس حرصًا على الأمن الإسرائيلي كما يروّج، وإنما لترتيب الأوضاع بما يسمح له بالتهرب من الاستحقاق الانتخابي.
التهرب من الاستحقاق الانتخابي
وأضاف مستشار مركز الدراسات الاستراتيجية بالأكاديمية العسكرية للدراسات العليا، أن نتنياهو يعلم جيدًا أنه في حال توقفت الحرب فسيواجه المحاسبة، وسيخسر الانتخابات بشكل كبير، لذا فهو يراهن على استمرار العمليات العسكرية حتى يعلق مصير الانتخابات برمته.
وأكد "ربيع"، أن المعارضة الإسرائيلية عرضت على نتنياهو ضمانات سياسية إذا تخلى عن تحالفه مع اليمين المتطرف، غير أن الأخير لا يثق في تلك الترتيبات، معتبراً أن استمرار الحرب هو خياره الوحيد لتأمين بقائه السياسي وتفادي المحاكمة أو السقوط المدوي في صناديق الاقتراع.
المظاهرات ما تزال محدودة النطاق رغم محاولات الإعلام تضخيمها

فيما قال الدكتور أيمن الرقب، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، إن الاحتجاجات التي تشهدها إسرائيل حتى الآن لا يبدو أنها ستترك أثرًا حقيقيًا على مستقبل المشهد السياسي، موضحًا أن هذه المظاهرات ما تزال محدودة النطاق، رغم محاولات بعض وسائل الإعلام تضخيمها.
وأضاف "الرقب" في تصريح خاص لـ"نيوز روم"، أن التحركات الأخيرة مثل الإضراب الذي استمر يومًا واحدًا قبل نحو أسبوعين، لم تتطور إلى عصيان مدني شامل يضم النقابات والمؤسسات داخل دولة الاحتلال، وهو ما يجعل تأثيرها على موقع بنيامين نتنياهو في الحكم محدودًا للغاية.
وأشار إلى أن استطلاعات الرأي الأخيرة أظهرت استمرار تقدم حزب الليكود بزعامة نتنياهو، رغم وجود منافسين بارزين في الساحة السياسية، إلا أن أيا منهم لم يتمكن من تحقيق النسبة الكافية لتشكيل أغلبية أو تهديد جدي لمكانة نتنياهو.
حزب الليكود سيبقى الحزب الأقوى في إسرائيل
وتابع: "رغم قضايا الفساد الأربع التي تلاحقه منذ سنوات، فإنها لم تسقطه سياسيًا، بل عاد ليستعيد جزءًا كبيرًا من شعبيته خاصة بعد اندلاع الحرب الأخيرة، ليعود تقريبًا إلى نفس موقعه قبل أحداث السابع من أكتوبر".
واعتبر أستاذ العلوم السياسية، أن الخريطة السياسية الراهنة ما تزال تخدم نتنياهو، لافتًا إلى أن الانتخابات المقررة في نوفمبر 2026 لا تزال بعيدة، وهو ما يمنحه مساحة أكبر للمناورة السياسية.
وأكد أن حزب الليكود سيبقى الحزب الأقوى في إسرائيل خلال الفترة المقبلة بزعامة نتنياهو، فيما ستظل قوى المعارضة أقل تأثيرًا.