بعد مصرع ١٨ فتاة وشاب
تنحي محامي سائق تريلا حادث الإقليمي بالمنوفية عن القضية وسط حالة من التساؤلات

وسط حالة من التساؤلات أعلن المحامي أحمد النمر، محامي سائق التريلا المتهم بإنهاء حياة 18 فتاة من "صبايا العنب"، تنحيه عن القضية التي شغلت الرأي العام خلال الفترة الماضية بشكل رسمي، مشيرا عن الأسباب التي دفعته لاتخاذ هذا القرار، هي أن ضميره أنبه بسبب ما رآه ولكن هناك أيضًا سبب رئيسياً يخص الأتعاب المتفق عليها .
حيث قال المحامي أحمد النمر خلال مكالمة تليفونية معه إنه قرر الانسحاب من الدفاع عن المتهم لسببين رئيسيين، السبب الأول كان مادياً، حيث إنه لم يستلم سوى جزء بسيط من أتعابه المتفق عليها، وأن أهل المتهم رفضوا تسليمه المبلغ المتبقي.
أما عن السبب الثاني، فذكر النمر أنه بعد جلسة الحكم شاهد الحزن والدموع في عيون أُسر الضحايا، وهو ما أثر فيه بشدة وجعله يعيش فترة طويلة فيدخلان اكتئاباً شديدة .
وأضاف محامي سائق التريلا : شعرت بتأنيب الضمير بشكل غير مسبوق، والسبب الرئيسي هو العدد الكبير للضحايا حيث بلغ عددهم 18 فتاة وسائقاً، والذين راحوا في غمضة عين.
وقال النمر أنه لم يستطع الاستمرار في الدفاع عن المتهم بعد هذا المشهد الذي رآه في ساحة المحكمة من أسر الضحايا بعد النطق بالحكم في ذات اليوم.
وعن الحكم الذي صدر بحق المتهم، وهو السجن 15 عام أكد النمر أن الحكم كان متوقعاً، نظراً لكثرة التهم الموجهة إليه.
وأوضح أن المتهم واجه سبع تُهم، من ضمنها إنهاء حياة 19 شخصًا، وهو ما جعل الحكم الصادر في حقه أمراً لا مفر منه.
وبدأت الواقعة حين استيقظ 18 فتاةً وشابًا من أبناء قرية "كفر السنابسة" التابعة لمركز منوف بمحافظة المنوفية، استعدادًا ليوم عمل شاق في إحدى مزارع العنب الواقعة على الطريق الإقليمي بمحيط مركز أشمون.
خرجن الفتيات بحثًا عن لقمة عيش بالحلال لا تتجاوز 120 جنيهًا في اليوم، مبلغ زهيد، لكنه يحمل قيمة كبيرة في بيوتٍ بسيطة تعيش على الكفاف، ويعد مصدر دعم أساسي لأسرهم.
لكن الطريق لم يرحم، وأثناء سيرهن على الطريق الإقليمي، اصطدمت سيارة نقل مسرعة بالميكروباص الذي كان يقلهن، وانقلب الميكروباص بعد الاصطدام، وتناثرت أجساد الفتيات على الطريق في مشهد مأساوي