عاجل

تعد ذكرى المولد النبوي الشريف محطة سنوية متجددة، يجد فيها المصريون فرصة للتأمل في القيم العظيمة التي حملها الرسول الكريم ﷺ إلى البشرية، وفي الوقت ذاته لحظة يتقاطع فيها البعد الروحي مع البعد الوطني، وهذا العام، جاء الاحتفال في مصر محملا برسائل من الرئيس السيسي واضحة، أكدت أن الوطن، مهما تعددت التحديات وتنوعت وجوه الشر، سيبقى بإذن الله أرض الأمان والسلام.

الشعب الصلب.. عماد الدولة

الحديث عن صلابة الشعب المصري لا يخرج عن إطار الحقيقة التاريخية فقد أثبت المصريون عبر العصور أن قوتهم تكمن في قدرتهم على التماسك في مواجهة الأزمات، والاعتماد على الذات في تجاوز الشدائد، وتحولت هذه الصلابة إلى رصيد استراتيجي، تستند إليه الدولة في كل مواجهة، وهو ما يضمن بقاء مصر قوية وقادرة على العبور نحو المستقبل مهما اشتدت الصعاب.

الاستقرار وسط محيط مضطرب

في منطقة تموج بالصراعات، تظل مصر واحة للاستقرار، ولم يكن هذا الاستقرار وليد المصادفة، بل نتيجة ثمرة يقظة مؤسسات الدولة، وحكمة القيادة السياسية، وتلاحم الشعب مع دولته، ووصف مصر بأنها أرض الأمان والسلام يعكس حقيقة واقعية، تؤكدها المقارنة بين ما تشهده المنطقة من اضطرابات، وبين ما حققته مصر من أمن وتنمية على المستويين الداخلي والخارجي.

استلهام القيم النبوية في الواقع

لم يكن المولد الشريف في مصر يوما مجرد احتفال ديني، بل هو مناسبة لإحياء القيم التي دعا إليها الرسول الكريم ﷺ، وتحويلها إلى برامج عمل ملموسة، قيم الرحمة والعدل والإخلاص إذا ما تجسدت في سلوك الأفراد والمؤسسات، فإنها تصبح طاقة إيجابية لدفع المجتمع نحو المزيد من التقدم، وهنا يلتقي البعد الديني مع رؤية الدولة في بناء الإنسان وتعزيز وعيه.

اليقظة في مواجهة التحديات

لعل من أبرز ما تضمنته رسائل القيادة في هذه المناسبة، التأكيد على إدراك الدولة الكامل لما يحيط بها من مخاطر وتحديات، وهذه الرسالة تمثل طمأنة للشعب بأن أمنه واستقراره في أيد يقظة، وفي الوقت نفسه دعوة إلى وعي المواطنين وحذرهم من محاولات التضليل وزعزعة الثقة، إنها معادلة دقيقة، تقوم على الجمع بين الطمأنة والتنبيه، لضمان وحدة الصف وصلابة الجبهة الداخلية.

الوطنية والروحانية.. معادلة مصرية

ما يميز التجربة المصرية هو القدرة على دمج الروحانية الدينية مع الوطنية العملية، فحب النبي الكريم ﷺ لا ينفصل عن حب الوطن، والاقتداء بسيرته العطرة يتجسد في الالتزام بالمسؤولية تجاه المجتمع والدولة، و بهذه الروح، يتحول المولد النبوي الشريف إلى مناسبة وطنية بامتياز، تذكر المصريين دائما بأن الإيمان والعمل وجهان لعملة واحدة.

رسالة مصر إلى العالم

حين تطرح صورة مصر كأرض للأمان والسلام، فإنها لا تخاطب الداخل فقط، بل ترسل رسالة للعالم أجمع، فمصر، بتاريخها وموقعها ودورها الحضاري، قادرة على أن تقدم نموذجا للاستقرار في منطقة تموج بالاضطرابات و هذه الرسالة تعكس إرادة وطنية صلبة، وتجسد دور مصر التاريخي كركيزة استقرار إقليمي ودولي.

ختاما... لقد جاء احتفال المولد النبوي الشريف هذا العام ليؤكد أن مصر، بشعبها الصلب وقيادتها الواعية، قادرة على مواجهة التحديات بثقة واقتدار فهي أرض الأمان والسلام، ومصدر الطمأنينة لشعبها، ورسالة أمل للعالم ، وتلاقي القيم النبوية مع الرؤية الوطنية في هذه المناسبة، يجسد صورة مصر الحقيقية: وطن يجمع بين الإيمان والعمل، وبين الأصالة والمعاصرة، وبين الطمأنينة واليقظة.

تم نسخ الرابط