لا تدخل كهف التَّشدُّ.. أمين الفتوى يوجه رسالة لـ وائل غنيم

وجه الدكتور هشام ربيع أمين الفتوى بدار الإفتاء رسالة مفتوحة لوائل غنيم، تحت عنوان "لا تدخل كهف التَّشدُّد".
التوبة والعودة إلى الله هي انتصارٌ للرُّوح
وقال أمين الفتوى: التوبة والعودة إلى الله هي انتصارٌ للرُّوح، وتجسيد حي لقوله تعالى: ﴿قُل يَٰعِبَادِيَ ٱلَّذِينَ أَسرَفُواْ عَلَىٰٓ أَنفُسِهِم لَا تَقنَطُواْ مِن رَّحمَةِ ٱللَّهِ﴾ [الزمر: 53].
وتابع: شجاعتُك في إعلان التوبة والبدء في حفظ القرآن الكريم تبعث الأمل في نفوس الآلاف، وتثبت أنَّ باب الله لا يُغلق في وجه تائبٍ أبدًا.
وأضاف: قد عَافَاكَ الله مِن غواية شيطان المعصية، فلا تسمح لشيطان "الغُلُو والتَّشدُّد" أن يجد في قَلْبِك موطئ قدم، فرِحَابُ الإسلام أوسع من أن يختزله فصيل، وأوسع من أن تحتكره جماعة تدَّعي امتلاك الحقيقة المطلقة، ولقد ذُقتَ بنفسِك مرارة التَّطرُّف الفكري مِن قبل، فلا تسمح له أن يعود إليك في ثوب "التَّديُّن" المزيف الذي يُفَرِّق ولا يُجْمِّع، ويُنَفِّر ولا يُبَشِّر.
ونصحيتي لكَ في هذا السياق: القرآنُ الذي تحفظه الآن هو أعظم سلاح ضد التِّيه، فاجعله بوصلة ترشدك إلى سماحة الإسلام ويُسْره، أمَّا بوصلة استقاء المعلومات الدينية لكَ فهي "الأزهر الشريف" بمنهجه الوسطي المعتدل، فتَواصَل مع علمائه واستقِ منهم العلم... فلقد جَربتَ بنفسك كيف يمكن للأفكار أن تكون سَامَّة، فلا تسمح لأي تيار مُتشدِّد -مهما لـمع اسمه- أن يُلوِّث توبتَكَ الصادقة بسموم أفكاره.
واختتم أمين الفتوى بالدعاء: ثبَّتَك الله على الحق، وشَرَح صدرك بنور كتابه، فـ"الله أشدُّ فرحًا بتوبة عبده".
عمرو الورداني: ميلاد النبي مدرسة للتطهر من الأوهام وسوء الظن وبناء القلوب السليمة
فيما قال الدكتور عمرو الورداني، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن قصة استسقاء النبي صلى الله عليه وسلم على المنبر حينما دعا الله تعالى بنزول المطر فأغاث المدينة حتى غمرت الأمطار أرضها، تكشف عن مقام عظيم للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم عند ربه، مشيرًا إلى أن هذه الاستجابة كانت علامة على عظمة أنواره التي تفيض رحمة إلى يوم القيامة.
وأضاف الورداني، خلال حلقة برنامج "مع الناس"، المذاع على قناة الناس، اليوم الأربعاء، أن هذا الموقف يفتح لنا بابًا للتأمل في معنى الطهارة الحقيقية، موضحًا أن المطلوب من المسلم أن يطهر قلبه من سوء الظن ومن الانشغال بما لا يعنيه، وأن يتوقف عن إصدار الأحكام على الناس، لأن سوء الظن معصية، ولأن البناء الحقيقي للإنسان يبدأ من صفاء قلبه ونقاء سريرته.
وأشار أمين الفتوى إلى أن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ليس فقط نورًا بل هو عمران للحياة كلها، عمران قلوب ونفوس وأخلاق، مؤكدًا أن من يعيش بنور النبي صلى الله عليه وسلم يستطيع أن يكسر الأصنام الوهمية داخل نفسه، ويطفئ نيران الغضب والانتقام، ويتحرر من الأوهام ليبني الإنسان بناءً حقيقيًا سليمًا.
ولفت إلى أن النبي صلى الله عليه وسلم احتفل بمولده بالصوم، وهذه إشارة إلى أن وجوده الشريف كان كله لله، موضحًا أن الصوم يجمع بين ترك المعاصي وفعل الطاعات، وهو جُنّة وحماية للمؤمن، ويحرره من غواية الجسد وشهواته.
وأشار الدكتور عمرو الورداني، بأن ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم علمنا كيف نصل إلى الكفاية بالله، وإلى الاتزان والعفة والرضا والوعي، ليكون الإنسان محفوظًا في دينه وعرضه وعقله وماله، قائلاً: "ميلاد النبي صلى الله عليه وسلم ليس مجرد ذكرى، بل هو مدرسة للبناء الإنساني بالنور والرحمة والاتصال بالله".