خالد عكاشة: قمة «شنغهاي» تكشف تسارع الدور الصيني على الساحة الدولية

أكد العميد خالد عكاشة، مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية، أن قمة منظمة شنغهاي للتعاون كشفت عن تسارع واضح في الدور الصيني على الساحة الدولية، في ضوء المتغيرات الجيوسياسية المتلاحقة، لا سيما بعد الحرب الروسية الأوكرانية.
حجم الاحتشاد الأمريكي والغربي ضد موسكو
وأوضح عكاشة، خلال لقائه ببرنامج "المشهد" المذاع على قناة "TeN"، ويقدمه الإعلامي نشأت الديهي، أن الصين تابعت عن كثب حجم الاحتشاد الأمريكي والغربي ضد موسكو، مما دفعها إلى اتخاذ قرار استراتيجي بتسريع خطواتها نحو تعزيز الحضور الدولي، بعدما كانت تتحرك في السنوات الماضية بوتيرة محسوبة ومتأنية.
وأشار إلى أن بكين بدأت، منذ اندلاع الأزمة الأوكرانية، في إظهار وجه جديد أكثر جرأة، يقوم على انتقاد السياسات الأمريكية، وفضح خروقاتها للقانون والنظام الدولي.
الصين تسعى إلى ترسيخ مكانتها كقوة عظمى
ونوّه مدير المركز المصري للفكر والدراسات الاستراتيجية إلى أن الصين تسعى إلى ترسيخ مكانتها كقوة عظمى، عبر تقديم نفسها كطرف فاعل في إعادة تشكيل النظام العالمي، ومواجهة الأحادية القطبية الأمريكية.
وأكد عكاشة أن بكين لا تفوت أي فرصة لتأكيد حضورها الدولي، مستفيدة من ما حققته من تقدم تكنولوجي كبير، والذي يُوظف حاليًا لتعزيز صناعاتها العسكرية، في إطار استراتيجية صينية أشمل تستهدف اقتحام المشهد الدولي كلاعب رئيسي في موازين القوى العالمية.
كياناً محورياً
من جانبه، فقد أكد الدكتور محمد كمال، أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، أن منظمة شنغهاي للتعاون أصبحت كياناً محورياً على الساحة الدولية، حيث تضم عشر دول تمثل نصف عدد سكان العالم، إلى جانب 14 دولة أخرى تحمل صفة "مراقب".
المنظمة لا تُعد تكتلاً اقتصادياً ولا تحالفاً عسكرياً
وأشار كمال، خلال لقائه في برنامج "المشهد" مع الإعلامي نشأت الديهي، والمذاع عبر قناة Ten، إلى أن المنظمة لا تُعد تكتلاً اقتصادياً بحتاً ولا تحالفاً عسكرياً تقليدياً، موضحًا أنها تختلف في بنيتها وأهدافها عن التحالفات الغربية المعروفة مثل "الناتو" أو "الاتحاد الأوروبي".
ونوه أستاذ العلوم السياسية إلى أهمية المنظمة من حيث طرحها لفكر موازٍ ومختلف عن الفكر الأمريكي المهيمن على العالم منذ نهاية الحرب الباردة، مؤكدًا أن شنغهاي للتعاون تمثل محاولة لإعادة توازن النظام الدولي عبر تعزيز التعاون بين القوى الآسيوية الصاعدة، مثل الصين وروسيا والهند.
المنظمة تعكس تحولًا استراتيجيًا في السياسة الدولية
وأوضح كمال أن وجود هذه المنظمة يعكس تحولًا استراتيجيًا في السياسة الدولية، مشيرًا إلى أنها قد تلعب دوراً محورياً في مواجهة الأحادية القطبية التي فرضتها الولايات المتحدة خلال العقود الماضية.