عاجل

محمود الهباش: الشعب الفلسطيني حقيقة راسخة أقوى من الاحتلال ومخططاته المتطرفة

فلسطين - الاحتلال
فلسطين - الاحتلال الإسرائيلي

أكد الدكتور محمود الهباش، مستشار الرئيس الفلسطيني وقاضي قضاة فلسطين، أن جوهر القضية الفلسطينية لا يرتبط بما تبقى من اتفاقيات أوسلو أو أي تسويات مرحلية، بل يتمحور حول وجود الشعب الفلسطيني ذاته الذي يمثل الحقيقة التاريخية الراسخة، موضحًا أن هذا الشعب كان حاضرًا قبل نشأة الاحتلال، وسيبقى ثابتًا على أرضه بعد زواله، في مواجهة كل محاولات الطمس والتهجير التي تقودها الحكومات الإسرائيلية المتطرفة.

وأضاف "الهباش"، خلال لقائه الإعلامي همام مجاهد عبر قناة القاهرة الإخبارية، أن قادة الاحتلال لم يدخلوا صفحات التاريخ إلا من "أقذر أبوابه"، بينما سيبقى الشعب الفلسطيني هو الطرف الأصيل، المتمسك بحقوقه ومقدساته، والمرتبط بأرضه ارتباطًا وجوديًا لا يمكن كسره مهما اشتدت الظروف.

جذور القضية الفلسطينية

وأشار إلى أن أصل القضية لا يكمن في صراع سياسي عابر أو اتفاقيات تفاوضية قابلة للانهيار، وإنما في حقيقة أن هناك شعبًا ممتد الجذور يعيش على هذه الأرض منذ مئات السنين. هذا الشعب قاوم كافة أشكال الاستعمار والاحتلال، ودفع أثمانًا باهظة دفاعًا عن حقه في الحياة والهوية والسيادة.

وبيّن أن حجر الزاوية في الصمود الفلسطيني هو البقاء والتجذر في الأرض، إضافة إلى التشبث بالحقوق الوطنية والمقدسات الإسلامية والمسيحية، باعتبارها خطوطًا حمراء لا يمكن التنازل عنها، حتى وإن استمر الاحتلال في محاولاته الحثيثة لتنفيذ مخططاته الرامية إلى التهجير الجماعي ودفن القضية برمتها.

الاستراتيجية الفلسطينية 

وشدد "الهباش" على أن القيادة الفلسطينية وضعت في صميم استراتيجيتها الوطنية تعزيز صمود الشعب الفلسطيني بكل الوسائل المتاحة، ويأتي في مقدمة هذه الوسائل الدعم السياسي والدبلوماسي والقانوني والإعلامي، إلى جانب توسيع نطاق الحشد العربي والدولي لصالح القضية الفلسطينية.

ولفت إلى أن هذه الجهود بدأت تؤتي ثمارها، إذ يشهد العالم اليوم خطوات متقدمة على طريق الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية، بما يعكس أن الحق الفلسطيني يفرض نفسه على الساحة العالمية رغم محاولات التشويه والتضليل.

نضال متواصل لأكثر من قرن

وتحدث محمود الهباش عن مسيرة الشعب الفلسطيني الممتدة لأكثر من مائة عام من النضال والتضحيات، حيث استخدم الفلسطينيون وسائل متعددة في مواجهة الاحتلال. فمن الكفاح المسلح والانتفاضات الشعبية إلى العمل السياسي والدبلوماسي، ظل الهدف ثابتًا وهو التحرر الوطني وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس.

وأكد أن القيادة الفلسطينية لم تُحصر يومًا في خيار واحد، بل تعاملت مع كل مرحلة بما يلزمها من أدوات وأساليب، مع مراعاة تقليل الخسائر البشرية قدر المستطاع، في ظل إدراكها لحجم التضحيات التي يقدمها الشعب الفلسطيني يوميًا في مواجهة آلة الحرب الإسرائيلية.

مرونة الرؤية وثبات الهدف

وأضاف "الهباش" أن القيادة الحالية التي فجّرت الثورة الفلسطينية المسلحة في ستينيات القرن الماضي هي نفسها التي تتصدر اليوم العمل السياسي والقانوني والدبلوماسي، ما يعكس مرونة الرؤية الفلسطينية وقدرتها على التكيف مع التحديات المستجدة، دون أن تحيد عن الهدف الجوهري المتمثل في التحرير والعدالة.

وشدد على أن هذا التوازن بين الثبات على المبادئ والمرونة في الأساليب جعل من القضية الفلسطينية قضية حية وحاضرة على الساحة الدولية، رغم محاولات التهميش والإقصاء، مؤكداً أن الاحتلال إلى زوال بينما الشعب الفلسطيني باقٍ.

<strong>الدكتور محمود الهباش </strong>
الدكتور محمود الهباش 

حقيقة تتجاوز الاحتلال

واختتم محمود الهباش بالتأكيد على أن الحقيقة التاريخية الأبدية تتمثل في بقاء الشعب الفلسطيني وتجذره في أرضه، مهما حاول الاحتلال فرض وقائع جديدة بالقوة. فالقضية الفلسطينية ليست مرتبطة بمصير قادة الاحتلال أو حكوماتهم، بل بمصير شعب يناضل منذ أكثر من قرن من أجل حقه في الحرية والسيادة، وسيبقى حاضراً حتى تتحقق أهدافه الوطنية.

تم نسخ الرابط