إبراهيم درويش: مصر جسر للتواصل بين الدول الكبرى والنامية لمواجهة أزمات الغذاء
أكد الدكتور إبراهيم درويش، أستاذ الزراعة، أن مصر تُعد حلقة وصل فاعلة بين الدول الكبرى والنامية في مواجهة التحديات المتزايدة المرتبطة بالأمن الغذائي العالمي، موضحًا أن الاجتماعات الدولية التي استضافتها القاهرة مؤخرًا أرسلت رسالة قوية عن كونها منصة للحوار الدولي، قادرة على الدفع نحو حلول عملية للتحديات المشتركة.
مواجهة أزمات المياه والجفاف
وأشار "درويش"، خلال مداخلة هاتفية عبر قناة إكسترا لايف، إلى أن مصر، مثلها مثل كثير من الدول، تواجه أزمات ندرة المياه والجفاف والتصحر، وهو ما يمنحها مصداقية أكبر في طرح حلول عملية تستند إلى خبراتها الإقليمية.
وأضاف أن هذه الخبرات تجعل من مصر نموذجًا يمكن البناء عليه في تعزيز التعاون الدولي، خاصة في ظل اشتداد التغيرات المناخية التي تضرب الإنتاج الزراعي في مناطق عدة من العالم.
منصة للتنسيق الدولي
وأوضح أن اختيار مصر لاستضافة اجتماعات كبرى يعكس سمعتها العالمية كدولة قادرة على لعب دور الوسيط بين الاقتصاديات الكبرى والنامية.
ولفت "درويش" إلى أن هذه الاجتماعات تتيح تبادل الخبرات وتوجيه التمويل نحو برامج التكيف المناخي وتعزيز الإنتاج الزراعي، وهو ما يسهم في بناء نظام غذائي عالمي أكثر مرونة.
التمويل ودوره لمواجهة الأزمات
وشدد على أن التمويل يمثل عنصرًا حاسمًا في مواجهة تداعيات التغيرات المناخية، حيث تتطلب هذه التحديات استثمارات ضخمة في البنية التحتية الزراعية.
وبيّن إبراهيم درويش أن مصر من خلال استضافتها لهذه الاجتماعات، تسهم في توجيه التمويل الدولي نحو مبادرات واقعية قادرة على دعم الدول النامية وتعزيز قدرتها على مواجهة تقلبات أسعار الغذاء واضطرابات سلاسل الإمداد.
إدارة الموارد المائية
وفيما يتعلق بأزمات ندرة المياه والنزاعات المرتبطة بها، أوضح إبراهيم درويش أن مصر تدرك حجم التهديد الذي تشكله هذه الأزمات على استقرار الأمن الغذائي إقليميًا ودوليًا.
وأكد أن الدولة المصرية تبنت نهج الإدارة المتكاملة للموارد المائية، القائم على الحوار والتعاون بدلاً من الصراعات، مشيرًا إلى أن هذا النهج يُعد ضمانة للاستقرار والتنمية.
خبرة مصر في نظم الري
وأضاف أن مصر تمتلك خبرة طويلة في إدارة نظم الري وتطوير البنية التحتية الزراعية، وتسعى إلى نقل هذه التجارب إلى الساحة الدولية.
وأشار إبراهيم درويش إلى أن صوت مصر قوي في المطالبة بالتوزيع العادل للموارد المائية، خاصة للدول الأكثر تأثرًا بندرة المياه، لافتًا إلى أن ملف سد النهضة شكّل محورًا مهمًا في التأكيد على أهمية التعاون بين دول حوض النيل.
التكنولوجيا والزراعة الذكية
وتحدث "درويش" عن أهمية تعزيز استخدام التكنولوجيا الحديثة في الزراعة، مؤكدًا أن الزراعة الذكية لم تعد خيارًا بل أصبحت ضرورة.
وأوضح إبراهيم درويش أن تطبيقات الذكاء الاصطناعي، الاستشعار عن بُعد، والتحول الرقمي تسهم في ترشيد استخدام المياه وتحسين الإنتاجية، مما يضمن تحقيق استدامة أكبر للموارد الطبيعية.
الاقتصاد الدائري والطاقة
وأشار إبراهيم درويش إلى أن مصر تعمل على إدماج مبادئ الاقتصاد الدائري في القطاع الزراعي، بما في ذلك استخدام الطاقة الجديدة والمتجددة لتقليل الانبعاثات وتعزيز الاستدامة.
وأكد إبراهيم درويش أن هذه الجهود ليست حكرًا على مصر فقط، بل يجب أن تتوسع لتشمل مختلف دول العالم، بما يعزز قدرة المجتمع الدولي على مواجهة التغيرات المناخية وضمان الأمن الغذائي للأجيال القادمة.
جرس إنذار للعالم
وحذّر إبراهيم درويش من أن ارتفاع معدلات الجوع عالميًا نتيجة التغيرات المناخية يمثل جرس إنذار للبشرية جمعاء.
واختتم حديثه بالتأكيد على أن توحيد الجهود الدولية هو السبيل الوحيد لمواجهة هذه الأزمات، مشددًا على أن مصر مستمرة في لعب دورها المحوري كجسر للتواصل بين الشمال والجنوب من أجل بناء نظام غذائي أكثر عدالة ومرونة.
