أحمد الشحات: رسائل الرئيس السيسي بين الأخلاق المحمدية وتعزيز الثقة الوطنية

قال الدكتور أحمد الشحات، أستاذ العلوم السياسية، إن خطاب الرئيس عبد الفتاح السيسي الأخير حمل في طياته رسائل بالغة الأهمية، استدعى من خلالها القيم المحمدية والأخلاق الإنسانية الرفيعة.
وأشار أحمد الشحات، خلال مداخلة هاتفية على قناة النيل للأخبار، إلى أن هذه الرسائل جاءت بمثابة دعوة للمجتمع المصري لترسيخ سلوكيات إيجابية قائمة على التراحم والتعاون، ليس فقط على المستوى الفردي، وإنما أيضًا على مستوى المؤسسات الوطنية.
التحديات الداخلية والخارجية
وأوضح أحمد الشحات أن استدعاء الرئيس لهذه القيم لم يكن عفويًا، بل جاء في توقيت حساس تمر فيه الدولة المصرية بتحديات وتهديدات متعددة، سواء على المستوى الإقليمي أو الدولي.
وأكد أحمد الشحات أن الخطاب حمل أيضًا رسالة طمأنة للشعب المصري، مفادها أن الدولة بكافة مؤسساتها تدرك حجم التحديات وتستوعب المخططات التي تستهدفها، وتعمل بخطوات واثقة لمواجهة أي سيناريو محتمل.
ثقة الدولة بقدراتها
وأضاف أحمد الشحات أن الرئيس شدد على أن قوة الدولة المصرية تستند بالأساس إلى تماسك الشعب وإيمانه، وإلى كفاءة المؤسسات الوطنية التي تعمل على توظيف أدواتها لمواجهة مختلف المخاطر.
وأوضح أحمد الشحات أن هناك محاولات خارجية تسعى لتشويه صورة الدولة المصرية أو النيل من دورها الإقليمي، لكن الخطاب جاء ليؤكد صلابة الموقف المصري وقدرته على التصدي لمثل هذه المحاولات.
مصر ودورها في غزة
ولفت أحمد الشحات إلى أن أبرز رسائل الرئيس ارتبطت بالوضع في غزة، حيث أوضح أن القاهرة تقف حجر عثرة أمام أي مخططات تهدف إلى التهجير القسري للفلسطينيين.
وبيّن أحمد الشحات أن مصر ترفض بشكل قاطع السياسات الإسرائيلية الرامية إلى فرض واقع جديد على الأرض، وتصر على حماية الحقوق الفلسطينية ودعم مسار السلام العادل القائم على حل الدولتين.
ارتباط القضايا الوطنية
وأكد أحمد الشحات أن خطاب الرئيس لم يكن منفصلاً عن سياق لقاءاته الدبلوماسية الأخيرة، وفي مقدمتها اللقاء الذي جمعه بولي عهد البحرين.
وأوضح أحمد الشحات أن هذا اللقاء يعكس التزام مصر وثباتها على مواقفها التاريخية بشأن القضية الفلسطينية، خاصة فيما يتعلق بحدود الدولة الفلسطينية ورفض التهجير القسري، مشيرًا إلى أن هذه الثوابت أصبحت محل توافق عربي واسع.
التحرك المصري منذ 7 أكتوبر
واستعرض أحمد الشحات التحركات المصرية منذ اندلاع الحرب في غزة في 7 أكتوبر، مشيرًا إلى أن القاهرة كانت الأكثر فاعلية في قيادة جهود الوساطة.
وأوضح أحمد الشحات أنه بعد عشرة أيام فقط من اندلاع الأزمة، بادرت مصر بعقد مؤتمر دولي في القاهرة، ثم واصلت تنسيقها مع الأطراف العربية والإسلامية وصولاً إلى تأثير ملموس على الساحة الدولية.
حراك دبلوماسي واسع النطاق
وأشار أحمد الشحات إلى أن مصر لم تكتفِ بالتحرك الإقليمي، بل قادت جهودًا دولية لرفض التهجير القسري والعمل على وقف العدوان.
وأوضح أحمد الشحات أن القاهرة طرحت خططًا لإعادة إعمار غزة بما يضمن بقاء الفلسطينيين على أرضهم، في مواجهة المخططات الإسرائيلية الرامية إلى فرض واقع استيطاني جديد.
المواقف العربية والدولية
وبين أحمد الشحات أن مصر لعبت دورًا محوريًا في توحيد الموقف العربي والإسلامي تجاه الأزمة الفلسطينية، بما في ذلك المشاركة الفعالة في المبادرات الدولية مثل المبادرة الفرنسية السعودية.
وأضاف أحمد الشحات أن هناك جهودًا متصاعدة لدفع مزيد من الدول للاعتراف بالدولة الفلسطينية، وهو ما يُنتظر أن ينعكس بقوة في الدورة المقبلة للأمم المتحدة.

ضغط دولي على إسرائيل
وختم أحمد الشحات بأن المشهد الدولي يتجه نحو مزيد من الضغط على إسرائيل، خاصة مع تنامي الأصوات المؤيدة للحق الفلسطيني داخل الأمم المتحدة.
وشدد أحمد الشحات أن هذا التحرك يضع الولايات المتحدة والدول الداعمة لإسرائيل في موقف محرج، ويمنح القضية الفلسطينية زخمًا غير مسبوق على الساحة العالمية.