أمين الفتوى: الشماتة أشد الرزائل التي يُبتلى بها الإنسان.. وهذه صفاتها| فيديو

قال الدكتور محمد طنطاوي، أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية، إن الشماتة تعد من أشد الرزائل التي يمكن أن يبتلى بها المرء.
وعلل ذلك لأن الشماتة صفة جامعة لخصال الشر، والتي يجتمع فيها الحسد والغل والحقد والكبر، قائلا: "لا يوجد شامت إلا وقلبه ملئ بمثل هذه الرذائل".
الأمراض الباطنة أشد على الإنسان
وأضاف أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية خلال حوار تليفزيوني ببرنامج "صباح الخير يا مصر" والمذاع عبر القناة الأولى المصرية، أن هناك نوعين من الأمراض، منها الظاهرة، والأخرى الباطنة، وإن كان أشدهما على الإنسان ما كان متعلقا بالباطن أي بالقلب.

واستشهد الدكتور محمد طنطاوي على ذلك بمثال إبليس عندما طرد من الجنة، متسائلا: "إبليس لما طرد من الجنة طرد بسبب معصية ظاهرة ولا معصية باطنة؟"؛ وأجاب في الوقت ذاته، أنه طرد من الجنة بسبب معصية باطنة ألا وهو الكبر، لأن الكبر متعلق بالقلب، وأن كل ما هو متعلق بالقلب فهو مهلك لا محالة.
هلاك إبليس بسبب جنون العظمة
واستكمل أمين الفتوى بدار الإفتاء المصرية حديثه قائلا: "إلا إذا تدارك الإنسان نفسه، وتدارك ما أصاب قلبه من معاصي، ودا بيكون أصعب شوية من المعاصي الظاهرة".
وأشار لقول إبليس كبرًا في القرآن "قَالَ أَنَا خَيْرٌ مِّنْهُ خَلَقْتَنِي مِن نَّارٍ وَخَلَقْتَهُ مِن طِينٍ"، كما استشهد أيضا بمعصية فرعون، حيث ذكر أن معصيته أيضا كانت باطنة وكبرا، وذلك لأنه أدعى الاهلية وأدعى لنفسه الملك عندما قال: "أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَٰذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِن تَحْتِي"، مما يدل علي الكبر والخيلاء والغرور.
نصيحة الإفتاء لأصحاب تلك الصفة
وشدد على أنه يجب على الإنسان أن يتخلى فورا عن تلك الصفة، وخاصة إذا كانت تلك الصفة في المسلم، مبررا ذلك بما ورد في القرآن الكريم: "وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا"،.. "إِن يَمْسَسْكُمْ قَرْحٌ فَقَدْ مَسَّ الْقَوْمَ قَرْحٌ مِّثْلُهُ ۚ وَتِلْكَ الْأَيَّامُ نُدَاوِلُهَا بَيْنَ النَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَيَتَّخِذَ مِنكُمْ شُهَدَاءَ ۗ وَاللَّهُ لَا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ".

واستكمل الدكتور محمد طنطاوي حديثه عن الشماتة قائلا: "الدنيا يومان، يوم لك ويوم عليك، النهاردة أنت بتشمت فيه، بكرة ربنا يشفيه ويبتليك، بنص حديث سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم، والذي قال فيه: "لا تظهر الشماتة بأخيك فيرحمه الله ويبتليك"، وفي الرواية الأخرى "فيعافيه الله ويبتليك".