عاجل

شكاوى أهالي قرية العبيدية بدمياط من الإهمال وتدهور أوضاع المقابر

المقابر
المقابر

يشكو عدد من أهالي قرية العبيدية التابعة لمركز فارسكور بمحافظة دمياط من الإهمال الذي طال مقابر القرية، والتي تحولت إلى مشهد يثير الحزن والغضب في آن واحد، بعدما تدهورت أوضاعها بشكل لافت خلال السنوات الأخيرة، نتيجة غياب أعمال الصيانة والتنظيم وتركها دون متابعة حقيقية من الجهات المختصة.

الأهالي أكدوا أن المقابر تعاني من انتشار القمامة والحشائش الجافة التي غطت أجزاء واسعة منها، مما جعل المكان يبدو غير لائق بحرمة الموتى.

بعض الشواهد تهدمت بفعل عوامل الزمن وعدم الاهتمام، في حين غابت الجدران الحامية التي كان من المفترض أن تفصل بين القبور أو تحميها من تسلل الحيوانات الضالة. ويصف الأهالي المشهد بأنه لا يليق بمكان يضم رفات أحبائهم وذويهم الذين رحلوا عن الدنيا.

ويقول الحاج محمود، أحد أبناء القرية: "لم نعد نطيق رؤية ما آلت إليه المقابر، فبدلًا من أن تكون مكانًا للسكينة والدعاء، أصبحت مليئة بالقمامة والروائح الكريهة، ولا أحد يهتم أو يتحرك لإصلاح الوضع". وأضاف أن بعض الأهالي يضطرون بأنفسهم إلى تنظيف المساحات المحيطة بالقبور على نفقتهم الخاصة، إلا أن الجهود الفردية تظل غير كافية أمام حجم الإهمال.

وتحدثت السيدة أم مصطفى، قائلة: "ندخل لزيارة موتانا فنشعر بالأسى، المقابر مهدمة والأعشاب تحيط بها من كل جانب، وكأنها مكان مهجور، بينما نحن نطالب منذ سنوات بترميمها أو على الأقل رفع القمامة وتسوية الأرضيات".

الأهالي أشاروا أيضًا إلى أن غياب الإضاءة والطرق الممهدة المؤدية للمقابر يجعل من زيارتها أمرًا صعبًا، خاصة على كبار السن الذين يجدون مشقة في الوصول إليها، فضلًا عن مخاوف بعض العائلات من التوجه ليلاً بسبب الظلام الدامس. كما أن بعض شكاوى السكان طالت مسألة التعديات العشوائية، إذ قام البعض باستغلال بعض المساحات الفارغة حول المقابر في أنشطة غير لائقة، في غياب واضح للرقابة.

ويؤكد الأهالي أنهم توجهوا أكثر من مرة بشكاوى للمسؤولين المحليين مطالبين بالتدخل العاجل، سواء عبر حملات نظافة أو إعادة تنظيم المكان وبناء أسوار جديدة تحيط بالمقابر وتحميها، إلا أن الوعود –على حد وصفهم– لم تتحول إلى أفعال ملموسة حتى الآن.

في المقابل، يرى بعض أبناء القرية أن حل الأزمة لا يحتاج سوى لقرار حازم من الوحدة المحلية، مؤكدين أن الأمر يتعلق بالاحترام الواجب لحرمة الموتى وصيانة مشاعر الأحياء الذين يتألمون لرؤية هذا الإهمال المستمر. كما شددوا على أن المقابر ليست مجرد مكان للدفن، بل رمز إنساني وديني يجب الحفاظ عليه.

ويأمل أهالي العبيدية أن تلقى شكواهم هذه المرة صدى لدى الجهات التنفيذية، وأن يتم وضع خطة عاجلة لإعادة المقابر إلى حالتها الطبيعية من حيث النظافة والاحترام والهدوء، حتى تكون زيارتها مناسبة للتأمل والدعاء والرحمة، لا مناسبة للحزن على واقع الإهمال.

تم نسخ الرابط