عاجل

مجدي شاكر: إسنا التاريخية تفوز بجائزة الآغا خان العالمية للعمارة 2025 |فيديو

جائزة الأغاخان العالمية
جائزة الأغاخان العالمية

أعلن الدكتور مجدي شاكر، كبير الأثريين بوزارة السياحة والآثار، عن فوز مشروع إعادة إحياء مدينة إسنا التاريخية بجائزة الآغا خان العالمية للعمارة في دورتها لعام 2025، وذلك بعد غياب مصر عن هذه الجائزة المرموقة لأكثر من عقدين كاملين منذ فوز مكتبة الإسكندرية بها عام 2004.

وأكد مجدي شاكر، وخلال مداخلة هاتفية في برنامج "90 دقيقة" على قناة المحور، أن هذا الفوز لا يقتصر فقط على كونه إنجازًا معماريًا، بل يمثل عودة قوية لمصر إلى خريطة الجوائز العالمية، ويضع مدينة إسنا في قلب السياحة الدولية باعتبارها من المدن الغنية بالآثار الفرعونية والإسلامية والقبطية، فضلًا عن كونها ملتقى حضاريًا مر عبره تاريخ متنوع امتد لآلاف السنين.

أهمية جائزة الآغا خان 

وأوضح أن جائزة الآغا خان للعمارة، التي تأسست عام 1977 في جنيف على يد الآغا خان الرابع، تعد من أهم الجوائز العالمية المتخصصة في العمارة والتراث، وهي لا تقتصر على التقدير المعماري فقط، بل تمتد لتقييم المشاريع من زاوية إنسانية وثقافية وفنية شاملة، ما يجعلها رمزًا للاعتراف بمشاريع قادرة على دمج التراث بالتنمية المستدامة.

وأضاف "شاكر" أن فوز مصر بالجائزة مجددًا يؤكد على ريادتها التاريخية في مجال العمارة منذ عهد المهندس إيمحتب، صاحب هرم زوسر المدرج، وصولًا إلى العصور الإسلامية والقبطية، وهو ما يعكس أن المصري كان ولا يزال عاشقًا للفن المعماري ومبدعًا فيه عبر العصور.

مشروع إحياء إسنا

وكشف "شاكر" أن المشروع لم يقتصر على ترميم المباني الأثرية فحسب، بل امتد ليعيد الحياة الاقتصادية والثقافية للمدينة. فعلى سبيل المثال، جرى إعادة فتح وكالة الجدوا بعد أن ظلت مغلقة لمدة 70 عامًا، وتحويلها إلى مركز نابض بالأنشطة الحرفية والثقافية.

وأضاف أن المشروع شمل تدريب 400 شاب وفتاة على الحرف اليدوية والصناعات التراثية، إلى جانب دعم النساء المحليات عبر ورش لتعليم الطهي الشعبي المعروف في المنطقة مثل "الأوكرة" و"الويكا"، ما ساعد على دمج المجتمع المحلي في المشروع وتحويله إلى شريك أساسي في الحفاظ على الهوية الثقافية لإسنا.

التراث المادي واللامادي لإسنا

وأشار إلى أن مدينة إسنا ليست مجرد معبد أثري يقف شاهقًا أمام الزائرين، بل هي مدينة غنية بالتراث المادي واللامادي. فهناك الأسواق التراثية القديمة، والمهن التقليدية، والبيوت التاريخية التي تحاكي أصالة العمارة المصرية.

ونوه "شاكر" إلى أن إسنا تضم جوانب من التراث غير المادي، مثل الأزياء النسائية التي تعكس الوضع الاجتماعي للمرأة، والعادات الشعبية، والأنشطة الفنية، ما يجعلها متحفًا حيًا للثقافة المصرية الأصيلة.

دور المجتمع المحلي 

أكد مجدي شاكر أن نجاح المشروع يعود بالأساس إلى التعاون بين وزارة السياحة والآثار والمجتمع المحلي، إلى جانب دعم عدد من الجهات المانحة مثل الولايات المتحدة وبولندا وإسبانيا، كما لعبت مؤسسة "تكوين" دورًا محوريًا في تنفيذ هذه المبادرة منذ سنوات طويلة، لتصبح نموذجًا يُحتذى به في كيفية تفعيل الشراكة بين الدولة والمجتمع المدني والمنظمات الدولية.

ولفت إلى أن لجنة التحكيم في جائزة الآغا خان وصفت المشروع بأنه "أكبر من المتوقع"، نظرًا لأنه لم يقتصر على إنقاذ الآثار فقط، بل أعاد الروح إلى مدينة كاملة من خلال الدمج بين العمارة والثقافة والتنمية.

<strong>جائزة الأغاخان العالمية </strong>
جائزة الأغاخان العالمية 

إسنا على الخريطة العالمية 

أكد مجدي شاكر أن هذا الإنجاز يعيد مدينة إسنا إلى قلب الخريطة السياحية لمصر والعالم، ويعزز من مكانة الصعيد كمقصد سياحي عالمي يستحق الاهتمام. وأضاف أن فوز المشروع يمثل دعوة مفتوحة لتكرار التجربة في مدن أخرى مثل رشيد وفوه وغيرها من المدن التراثية التي تحتاج إلى إحياء وتفعيل مواردها السياحية والثقافية.

واختتم مجدي شاكر حديثه بالتأكيد على أن مشاركة المجتمع المحلي في الحفاظ على التراث ستضمن استدامة هذه الإنجازات، لأن المصري بطبيعته يحافظ على مصدر رزقه، وعندما يرى في التراث فرصة للعيش الكريم سيبذل كل جهده لحمايته وتطويره.

تم نسخ الرابط