إنستجرام يختبر ميزة مشاهدة الريلز أثناء استخدام تطبيقات أخرى

بدأت منصة إنستجرام، التابعة لشركة "ميتا"، اختبار ميزة جديدة تتيح للمستخدمين مشاهدة مقاطع الريلز عبر نافذة عائمة صغيرة أثناء تصفح تطبيقات أخرى، في خطوة تهدف إلى تعزيز تجربة تعدد المهام وزيادة التفاعل مع المحتوى.
وأكدت إنستجرام لـ TechCrunch يوم الثلاثاء أن الميزة الجديدة، المعروفة باسم "Picture-in-Picture"، تخضع حاليًا للتجربة مع مجموعة محدودة من المستخدمين.
وتم رصد الميزة لأول مرة من قبل الباحث التقني رادو أونسيسكو، الذي نشر صورًا توضيحية للوظيفة الجديدة عبر منصة "Threads"، مشيرًا إلى أن المستخدمين المشاركين في الاختبار سيتلقون إشعارًا من التطبيق يوضح كيفية تفعيل الميزة.
وتُعد ميزة "الصورة داخل الصورة" من الأدوات الشائعة في تطبيقات الفيديو مثل TikTok وYouTube، حيث تسمح للمستخدمين بمواصلة مشاهدة المحتوى أثناء أداء مهام أخرى مثل الرد على الرسائل أو تصفح تطبيقات التواصل الاجتماعي.
ويُتوقع أن تُسهم هذه الميزة في تحسين معدلات الاحتفاظ بالمشاهدين، خاصة بالنسبة للمقاطع الطويلة، في ظل تراجع فترات التركيز لدى المستخدمين.
تأثير الخدمة على الجمهور
من جانب آخر، يرى خبراء المحتوى أن إدراج هذه الميزة في إنستجرام قد يمنح صناع المحتوى فرصة أكبر لجذب الجمهور إلى مقاطع الريلز الأطول، مما ينعكس إيجابًا على مدة الاستخدام داخل التطبيق ويُعزز من فرص تحقيق الدخل الإعلاني.
ويأتي إطلاق الاختبار بعد تصريحات أدلى بها رئيس إنستجرام، آدم موسيري، قبل عدة أشهر، أشار فيها إلى أن الفريق يدرس إمكانية إضافة ميزة "الصورة داخل الصورة"، ردًا على سؤال من أحد المستخدمين حول موعد توفيرها أسوةً بمنصتي TikTok وYouTube.
ورغم بدء التجربة، لم تؤكد إنستجرام حتى الآن موعد الإطلاق الرسمي أو ما إذا كانت تخطط لتوسيع نطاق الميزة لجميع المستخدمين في المستقبل، ومن المتوقع أن تراقب الشركة أداء الميزة خلال فترة الاختبار قبل اتخاذ قرار نهائي بشأن تعميمها.
تأسس تطبيق إنستجرام عام 2010 على يد كيفن سيستروم ومايك كريغر، كمنصة بسيطة لمشاركة الصور عبر الهواتف الذكية.
وخلال فترة قصيرة، حقق التطبيق انتشارًا واسعًا بفضل واجهته السلسة وتركيزه على المحتوى البصري، ما دفع شركة "فيسبوك" (ميتا حاليًا) إلى الاستحواذ عليه عام 2012 مقابل مليار دولار.
ومنذ ذلك الحين، شهد إنستجرام تطورًا جذريًا، حيث تحوّل من مجرد تطبيق للصور إلى منصة متكاملة للتواصل الاجتماعي، تضم ميزات متعددة مثل القصص (Stories)، البث المباشر (Live)، الرسائل الخاصة، والريلز (Reels)، وهي مقاطع فيديو قصيرة تهدف إلى منافسة تطبيقات مثل TikTok.
يُستخدم إنستجرام اليوم من قبل أكثر من ملياري مستخدم نشط شهريًا حول العالم، ويُعد من أبرز المنصات التي تجمع بين الترفيه، التسويق، والتأثير الثقافي. وقد أصبح أداة رئيسية في عالم الأعمال، حيث تعتمد عليه العلامات التجارية والمشاهير والمؤثرون للترويج للمنتجات وبناء العلاقات مع الجمهور.
كما يُولي التطبيق اهتمامًا متزايدًا بتجربة المستخدم، من خلال تطوير أدوات الذكاء الاصطناعي لتحسين عرض المحتوى، وتقديم ميزات مثل التوصيات الذكية، والتحكم في الخصوصية، ومكافحة التنمر الإلكتروني.
في السنوات الأخيرة، اتجه إنستجرام نحو دعم التجارة الإلكترونية، عبر ميزات مثل "Instagram Shopping" التي تتيح للمستخدمين شراء المنتجات مباشرة من داخل التطبيق، مما يعزز من دوره كمنصة اقتصادية رقمية.
وبينما يواصل إنستغرام تطوير أدواته وتوسيع نطاق خدماته، يبقى أحد أبرز رموز التحول الرقمي في عالم التواصل الاجتماعي، حيث يجمع بين الإبداع البصري والتفاعل الفوري في تجربة واحدة متكاملة.