جميل عفيفي: مصر تحشد العالم للاعتراف بدولة فلسطين في ظل التصعيد الإسرائيلي

أكد الكاتب الصحفي جميل عفيفي، مدير تحرير جريدة الأهرام، أن التحركات الدبلوماسية المصرية الأخيرة جاءت في توقيت بالغ الأهمية، وتهدف بشكل مباشر إلى حشد الاعتراف الدولي بدولة فلسطين، خاصة من قبل الدول الكبرى المؤثرة في النظام الدولي.

وقف العمليات العسكرية في غزة

وأوضح عفيفي، خلال مداخلة هاتفية، عبر قناة إكسترا نيوز أن مصر لم تتوقف منذ 7 أكتوبر عن الدفع نحو وقف العمليات العسكرية في غزة، والوصول إلى هدنة إنسانية شاملة، لكن التطورات الأخيرة دفعت القاهرة إلى تغيير استراتيجيتها نحو تحرك دبلوماسي أوسع لحشد الاعتراف الدولي بالدولة الفلسطينية.

وأشار إلى أن مصر نجحت في كشف حقيقة ما يحدث في الأراضي الفلسطينية، وتعرية المخطط الإسرائيلي الساعي إلى تصفية القضية الفلسطينية، وتهجير سكان غزة، مؤكدًا أن الرئيس عبد الفتاح السيسي كان واضحًا منذ البداية، بوضع "خط أحمر" أمام أي محاولات للمساس بالسيادة المصرية أو تصدير الأزمة إلى سيناء.

اعتراف بلجيكا وقبلها فرنسا بدولة فلسطين يُعد تحركًا لافتًا

ونوه عفيفي إلى أن اعتراف بلجيكا، وقبلها فرنسا، بدولة فلسطين خلال الجمعية العامة للأمم المتحدة يُعد تحركًا لافتًا، سيشجع العديد من الدول الأوروبية الأخرى على اتخاذ نفس الخطوة، وهو ما يُعد تحولًا كبيرًا في المواقف الأوروبية التقليدية التي كانت منحازة لإسرائيل.

وشدد على أن هذه التحركات تمثل ضغطًا مباشرًا على رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وتضع الولايات المتحدة أمام مسؤولياتها كأكبر داعم لإسرائيل، مؤكدًا أن الاعتراف الدولي بدولة فلسطين أصبح ضرورة ملحّة لوقف الإبادة الجماعية، وإنقاذ ما تبقى من الحقوق الفلسطينية.

لا حصانة للمساجد ولا للكنائس 

أوضح عفيفي أن إسرائيل تواصل، منذ 23 أكتوبر 2023، تنفيذ استراتيجية تدمير شاملة في غزة، حيث لا تفرق بين مسجد أو كنيسة أو مستشفى أو مدرسة، مضيفًا، أن إسرائيل تنفذ سياسة الأرض المحروقة بشكل واضح وصريح أمام العالم، إنها تدوس كل القوانين والمواثيق الدولية، وتستهدف الأماكن الدينية عمداً لفرض واقع جديد.

وأشار إلى أن الكنيسة الكاثوليكية، التي كانت ملاذاً آمناً للمسيحيين والمسلمين على حد سواء، تم قصفها بعد تحذيرات من البطريركية اللاتينية في القدس، التي أكدت أن الهجوم كان مدروساً وليس عشوائياً.